رسمت كل من الفنانتين لُبانة القنطار ومي فاروق بصحبة الأوركسترا العربية الوطنية، لوحة من زمن الفن الجميل، حيث تفرد الكلمة واللحن والمضمون، متغنيتين بروائع أميرة الطرب أسمهان وكوكب الشرق أم كلثوم، التي بلغت حد الكمال في جمالها، وعظمة الإرث الغنائي الذي يكتنز الموسيقى العربية، في تجسيد حي لليالي الأنس وليلة من ألف ليلة، حيث شهدت معها تفاعل الجمهور الحاضر الذي تجاوز «1500» شخص، في حفل موسيقي جمع بين الأصالة والإبداع على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي يأتي احتفاءً من المركز بالإرث العربي العريق. واستهلت الأمسية بباقة من أغاني أسمهان، أدتها لُبانة القنطار متنقلة بانسيابية وإحساس فني عال بين أغنية «ليالي الأنس في فيينا»، «يا حبيبي تعالى»، «يا طيور» عطفًا على ما تمتاز به من تقنيات غناء غربية وعربية، إضافة إلى انحدارها من عائلة أسمهان ذات الإرث الموسيقي المتعمق في جذور التاريخ، علاوة على امتلاكها ذخيرة كبيرة وواسعة من الموسيقى العربية، سواء الكلاسيكية وصولا إلى المعاصرة والتراثية حتى البوب. فيما تغنّت (مي فاروق) بأغاني (أم كلثوم) «ألف ليلة وليلة»، و»الورد جميل»، و»أنت عمري»، بحرفية عالية تنمّ عن القدرة الفنية الهائلة التي تملكها وهي مطربة الأوبرا المصرية لترسم بذلك ملامح ليلة طربية وإبداعية بامتياز على حد تعبيرها، حيث قالت على هامش حفلها الذي شهد حماسا منقطع النظير بين الحاضرين المرددين لمعزوفات أم كلثوم، «شعرت أن هناك تعطشا للجماهير لإحياء الفن العربي الأصيل، ودورنا هو التمسك بالماضي، وإحياء هذا الإرث العظيم». فاروق التي وقفت على خشبة مسرح إثراء شاركت في عدة محافل ومهرجانات محلية في مصر وعالمية. وفي ختام الحفل الموسيقي الذي استمر زهاء ساعة، شاركت كل من الفنانتين في دويتو معا في أغنية «غنيلي شوي»، الذي صفق لها الجمهور كثيرًا، نظير كمية الإبداع الذي ساد أرجاء المسرح في أمسية فنية تبقى في وجدان عشاق الطرب الراقي.