استطاعت المطربة المغربية كريمة الصقلي أسمهان المغرب أن تسحر الجمهور الدمشقي في الحفلة التي أحيتها أخيراً في قصر العظم الأثري في قلب دمشق القديمة ضمن برنامج أيام الأغنية الطربية النسائية. فعلى امتداد ساعة ونصف الساعة، أمسكت كريمة بمشاعر الجمهور بصوتها الحنون والدافئ، ونفسها الطويل ووضوح مخارج حروفها. بدأت كريمة بموشح"يا ليل طوّل أو لا تطول"ثم قدّمت أغنية أسمهان"محلاها عيشة الفلاح"التي غنتها في فيلم"يوم سعيد"في مطلع الأربعينات من القرن المنصرم. كما قدمت أغنية"مين السبب في الحب"لسعاد محمد. وارتجلت أبياتاً صوفية للمتصوفة المغربية عائشة الباعونية المدفونة في مدينة حلب. وكان مسك الختام مع أغنية أم كلثوم"حبيبي يسعد أوقاته"، فوصل الجمهور إلى قمة سعادته مع المقطع الذي يقول"الليلة عيد ع الدنيا سعيد". وكان في مقدم الحضور مطرب القدود الحلبية صباح فخري الذي حيّا المطربة على المسرح. وقرر مدير دار الأوبرا في دمشق الدكتور نبيل اللو استضافة كريمة في حفلتين في الدار الصيف المقبل. وسبقت حفلة كريمة أمسية لمغنية الأوبرا السورية لبانة قنطار التي بدا صوتها مخنوقاً في حنجرتها، وأداؤها مهتزاً، خصوصاً أنها لم تكن تحفظ كلمات الأغاني، بل تقرأ الكلمات من أوراق وضعت أمامها على حاملة نوته، الأمر الذي جعلها تتشتت ما بين التوجه إلى الجمهور والنظر إلى الأوراق. ويتضمن برنامج أيام الأغنية الطربية النسائية التي تقام ضمن فعاليات احتفالية"دمشق عاصمة الثقافة العربية"ثلاث حفلات أخرى، لمطربة المقام العراقي فريدة العلي وفرقتها التي تأسست عام 1989 والتي تقدم إلى جانب المقام العراقي مختلف الألوان الموسيقية والغنائية العراقية. وحفلة لفرقة الحفني للموسيقى العربية من مصر والتي حملت في جعبتها مجموعة من أغنيات محمد عبدالوهاب وأم كلثوم بصوتي مطربين شابين هما عصام محمود ومي فاروق. والأمسية الأخيرة للمطربة اللبنانية جاهدة وهبه صاحبة التجربة الغنية في الغناء التراثي والجديد والتمثيل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني.