كثير منا تدهشه غرابة الأشياء من حوله، أي تجذبه الأشياء الخارجة عن المألوف سواء كانت بالكم أو الكيف مثلاً: أكبر وأسرع وأثقل وأثرى. هيوغ بيفر كان أول من أراد توثيق هذه الدهشة في كتاب يصدر سنويًا منذ عام 1955، حتى تجاوزت الدورة التراكمية خلال 50 عامًا 100 مليون نسخة، وفي الوقت نفسه تم إصدارها في أكثر من مائة دولة ب 23 لغة. الشيء الظريف أن نجاح تلك الموسوعة بدأ في جدال أثناء مشاركته في رحلة صيد، ودار الجدال مع مستضيفيه حول أسرع طير يستخدم كطريدة في ألعاب الرّماية في أوروبا "الزقزاق الذهبي" أم "الطيهوج"؟ ولم يفلحوا في الحصول على جواب نهائي من أي كتاب مرجعي لتأكيد الإجابة. وقد دعا التوءم نوريس ماكوايتر (1925-2004) وروس ماكوايتر (1925-1975) - الباحثان والمهتمان بجمع الحقائق والقاطنين في شارع فليت - وطلب منهما تجميع كتاب يشمل كل أنواع المعلومات والأرقام. بعد عملية البحث الأولية، بدأ العمل على كتابة الكتاب الذي أخذ نحو 13 أسبوعًا ونصف الأسبوع (90 ساعة من العمل خلال الأسبوع الواحد) بما فيها العطل الأسبوعية والأعياد الوطنية. في 1954، عندما تذكر السير هيو الجدل الذي حدث، واتته الفكرة، أدرك السّير "بيفر" مدى النجاح الذي قد يحقّقه كتاب يأتي بالأجوبة الشافية على هذا النوع من الأسئلة. فكان على حق! نعم، إنها موسوعة جينيس للأرقام القياسية.. من تلك اللحظة وعلى مدار خمسة وستين عامًا تعد من الأشياء القريبة والمحبوبة من كل الأسر حول العالم. وفي يوم 7/ 11/ 2019 أصبح لدي رقم 977 في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية. وليس مجرد رقم بل حدث عشته بكل تفاصيله في أكبر حفل توقيع للكتاب عام 2019 في معرض الشارقة الدولي للكتاب أمام 1502 كاتب وكاتبة من مختلف البلدان العربية والأجنبية، وكيفية توثيق تلك اللحظة بالطائرات المسيرة ذهابًا وإيابًا من فوق رؤوسنا وأثناء توثيق تلك اللحظة في ساعة موحدة وترقب أقلامنا في اللحظة ذاتها ونحن نوقع إصداراتنا ثم نهديها للقراء دون ثمن.