نحن مظلومون إعلامياً! ولا نعطى التقدير اللائق عالمياً بأنظمتنا الإدارية ومبدعينا! خذ مثلاً موسوعة غينيس للأرقام القياسية التي تصدر كتابها الشهير منذ 48 عاماً، أي منذ عام 1951 عندما تجادل السير الانجليزي هيو بيفز مدير شركة غينيس مع رفقائه في رحلة القنص التي خرجوا إليها حتى كاد يصل الدم إلى الركب، حول من هي الطريدة الأسرع؟! لا! ليس من بين أبناء المستعمرات! بل كان محور النقاش أسرع طيور أوروبا، أهو الزقزاق الذهبي أم الطيهوج (طائر يشبه الدجاجة)؟! وأثناء نقاشهم الحاد لمعت في ذهن الرجل الانجليزي فكرة تأليف موسوعة تعطي إجابات لأسئلة المقارنات هذه، وطبعاً لم يتأخر هيو أو ينتظر رأي زملائه بل سارع لتكليف التوأمين نوريس وروس ماكويرتير صاحبي وكالة تقصي الحقائق في لندن، فجمعا المعلومات وأصدرا بعد أربع سنوات أول نسخة من موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 1955 لتصبح أكثر الكتب مبيعاً، فقد بيع منها ما يزيد على 100 مليون نسخة وترجمت إلى 37 لغة! لن أحطم نفسي وأحطمكم وأقول ليتنا نخرج من مؤتمراتنا ونقاشاتنا التي تستهلك وقتاً كبيراً من أعمارنا بما خرج به الانجليزي من رحلة قنصه، ولكن ما أود التركيز عليه هو مكر هذه الموسوعة وموقفها العنصري بتجاهلها لرجالنا الذين يستحقونها وتستحقهم! فبدلاً من ذلك الذي ثبت 150 ملقط غسيل في وجهه وبالتالي استحق الرقم القياسي في تثبيت ملاقط الغسيل على الوجه، وصاحبة أطول لحية نسائية التي بلغت 27.9 سم، وأسرع شاحنة إطفائية التي بلغت سرعتها بلا تجمهر (655 كم/الساعة)، والمرأة التي تزوجت 23 مرة لتحقق بذلك لقب أكثر النساء زواجاً في العالم، كان الأولى أن يدخل في الموسوعة رجال قدموا لإداراتهم ووطنهم الكثير! أعطني مسؤولاً في العالم جلس على كرسي مثل ما جلس بعض مسؤولينا متعهم الله بالصحة والعافية! وأعطني مستشفيات حدث فيها من الأخطاء الطبية مثل مستشفياتنا! وأعطني خططا بقيت ثابتة راسخة في وجه الأعاصير مثل خطط بعض إداراتنا التي ولدنا عليها وحيينا وسنموت والعياذ بالله! وأعطني زمن مطاردات مثل مطاردة المواطن السعودي لمعاملته منذ دخولها من بوابة الصادر وحتى عودتها إليه من بوابة الوارد! ولماذا نذهب بعيداً؟! لو كانت موسوعة غينيس منصفة فيكفيها صبّات وتحويلات طرق المنطقة الشرقية عموماً وأبو حدرية خصوصاً. يا للظلم! نترك كل هذه الإنجازات ونناقش: أيهما أسرع الزقزاق الذهبي أم الطيهوج؟!