بدأت صباح أمس بمقر جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أعمال (ملتقى الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية) الذي تنظمه الجامعة في إطار برنامج عملها السنوي خلال الفترة من 19 - 21 نوفمبر الجاري، بمشاركة (735) متخصصاً ومتخصصة من وزارات الداخلية في الدول العربية والمتخصصين في الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية والتشريعات ذات العلاقة، وإدارات الأدلة الجنائية والأمن السيبراني والمختبرات الجنائية الرقمية، والوزارات والجامعات ومراكز البحث ومؤسسات الاتصالات والجهات المختصة، وجهات إنفاذ القانون، من الدول العربية والأوروبية والآسيوية، إضافة إلى المنظمات ذات الصلة. ويأتي تنظيم هذا البرنامج العلمي لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي وانتشار التقنية الرقمية في التعاملات اليومية والاستخدامات المتزايدة للحاسبات والإنترنت وظهور أساليب حديثة لارتكاب الجرائم، وحضر حفل الافتتاح د. عبدالمجيد بن عبدالله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وألقى د. البنيان في بداية الحفل كلمة رحب فيها بالمشاركين في فعاليات الملتقى الذي يتناول أحد أهم موضوعات الساعة في الدوائر الأمنية والعدلية، وأضاف: أن الجرائم السيبرانية تعد أحد أخطر التهديدات التي تواجه الأجهزة الأمنية ما جعل الجامعة توليها أهمية قصوى ضمن أهداف خطتها الاستراتيجية 2019م - 2023م، وقد وضعت الجامعة عدة مبادرات لمكافحة هذه الجرائم من أهمها: تجهيز معامل للأدلة الرقمية بأحدث التجهيزات التقنية حيث سيشهد هذا الملتقى بداية تشغيلها من خلال ورش العمل المصاحبة، والإعداد لبرامج تدريبية في مجال الأدلة الرقمية لإعداد خبراء في هذا المجال، كما ستقوم الجامعة قريبًا بطرح برامج دبلوم وماجستير في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية، وتعزيز العلاقة مع أهم المنظمات الدولية ذات العلاقة حيث وقعت الجامعة اتفاقية مهمة مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC للاستفادة من خبراته التدريبية والاستشارية في مجال الجرائم السيبرانية، خاصة في ظل ارتباط الجامعة بعلاقات وثيقة مع منظمات دولية أخرى من أهمها الإنتربول والاتحاد الدولي للاتصالات الذي اختار الجامعة لتكون مركزًا للتميز في الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى تكوين مجموعة العمل العلمية العربية للأدلة الرقمية المكونة من خبراء عرب ودوليين حيث تعمل هذه المجموعة حاليا على الإعداد لدليل المبادئ التوجيهية للأدلة الرقمية التي تهدف إلى الحفاظ على موثوقية ومصداقية الأدلة الرقمية من خلال جمعها وتحليلها وعرضها على المحاكم. وأعرب د. البنيان عن تطلعاته لأن يخرج الملتقى بتوصيات تسهم في تعزيز العمل المشترك لمواجهة التهديدات المرتبطة بالجرائم السيبرانية التي تشكل تهديدًا يتطلب التعاون الدولي لمواجهتها والوقاية منها. بعدها ألقى د. عبدالسلام بكداش أمين الجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي كلمة تناول فيها أهمية الملتقى وأهدافه، مؤكداً أنه يأتي في إطار السعي إلى تحقيق الأمن السيبراني، كما أنه يجسد طموحات العاملين في هذا المجال، موضحاً أنه سيقدم في الملتقى (25) مشاركة علمية خلال الجلسات وورش العمل التي ستنظم على هامشه. ثم ألقى إبراهيم الحداد المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات كلمة تقدم فيها بالشكر لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على تنظيم هذا الملتقى العلمي المهم، موضحًا أن هذه المشاركة تأتي في إطار التعاون المشترك بين الجامعة والاتحاد حيث تعد الجامعة عضوًا فاعلًا في شبكة مراكز التميز في المنطقة العربية. وأكد أ. الحداد أهمية التعاون الدولي بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني لاتخاذ تدابير فعالة للحد من التهديدات التي تشكلها الجرائم السيبرانية بما يعزز الثقة في تعاملات الإنترنت، مؤكدًا خطورة الاستخدام الإجرامي للفضاء السيبراني وآثاره المدمرة طويلة الأجل على البنى التحتية الوطنية. عقب ذلك بدأت أعمال الملتقى الذي سيناقش على مدار ثلاثة أيام العديد من البحوث والأوراق العلمية يقدمها خبراء من مختلف الدول العربية والأوروبية والمنظمات الدولية في إطار أربعة محاور رئيسة هي: مستجدات البحث العلمي والممارسات الحديثة في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية، والجهود والتطورات في القوانين والتشريعات الناظمة للجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية عربياً ودولياً، والتعليم والتدريب في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية عربياً ودولياً، وواقع ومستقبل وتحديات التقنيات الحديثة والممارسات القياسية في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية عربياً ودولياً.