انتهى الشوط الأول من نهائي بطولة كأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري بين ابن الوطن البار وحامل لواء الدفاع عن الكرة السعودية الهلال وأوراوا الياباني على ملعب جامعة الملك سعود بالرياض "محيط الرعب" بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات وإن كانت الإيجابيات أكثر من خلال عودة الروح الهلالية، واللعب الجماعي والقتالية والبحث عن الانتصار الذي توج بنتيجة مطمئنة في عالم مواجهات الذهاب والإياب التي سجلها رجال "الزعيم" أمام جماهيرهم الوفية التي كانت النجم الأول في الملحمة الكروية الكبرى. مساء السبت الماضي صدقت المقولة الهلالية الرائدة التي يفاخر بها الهلاليون دائماً وهي: "لا خوف على الهلال إلا من الهلال"؛ فابن الوطن البار كان في مستوى الحدث في الشوط الأول من موقعة اليابانيين التاريخية، وقدم واحدة من أجمل المباريات في تاريخ الكرة السعودية وأكد أنه خير سفير لرياضة الوطن في المهمات الخارجية. شوط الرياض انتهى وعلى الهلاليين فتح ملف الشوط الثاني في اليابان بحسابات جديدة من دون النظر في نتيجة الذهاب وإن كانت في مصلحة "الأزرق" ولكن الكرة لاتعترف بالنتائج الماضية في مثل هذه المباريات. يخطىء من يرى أن الفريق الياباني متواضع أو أن مهمة الهلال في اليابان ستكون سهلة؛ فأوراوا فريق منظم جداً وكان هدفه الأول في الرياض هو الخروج بأقل الخسائر وتحقق له ما أراد وهو الخسارة بهدف يسهل مهمته في طوكيو وإن كان حسابياً ليس في مصلحته، ولكن اليابانيين يرون أن لديهم مايقدمونه أمام جماهيره الغفيرة، والأبرز أن الجميع شاهد الفريق الذي قالوا أن لديه غيابات وأنه يخسر في الدوري الياباني ومهدد بالهبوط شاهدوه على صورته القوية الحقيقية وليس على الصورة التي أراد بها البعض تخدير لاعبي الهلال ليقع في الفخ ويخسر. أسلوب التحفظ والانضباط التكتيكي الذي لعب به مدرب أوراوا لن يتكرر في الإياب فالفريق مطالب بالتسجيل باكراً حتى يعود للمباراة، ولهذا على رازفان ولاعبيه أن يعوا ذلك جيداً، فاللقب الذي لايزال في الملعب لن يتحق إلا بالقتالية، وروح الفريق الواحد والتعاون كما حدث في "محيط الرعب" الذي شاهدنا من خلاله هلالاً يبيض الوجه ورجاله يقاتلون بشراسة في موقعتهم الكبرى. المنجز الآن هو إنجاز هذا الجيل من لاعبي الهلال لينضموا إلى أجيال الهلال الذهبية التي حققت البطولات المحلية والخليجية والعربية والآسيوية وسجلت أسماءها في تاريخ الهلال الحافل بالبطولات والإنجازات التاريخية، فالتاريخ يسجل الأسماء للأجيال المقبلة، وهذه فرصة تاريخية للاعبي الهلال عليهم أن يقاتلوا من أجلها فالفرص لن تتكرر، والهلال اليوم بنجومه المحليين والأجانب وإدارته الشابة قدموا مهر هذا الإنجاز التاريخي ويبقى التوفيق من عند الله. "الزعيم" في مواجهة الرياض لم يهزم أوراوا الياباني لوحده فهناك من كان الفوز "الأزرق" عليه أشد ألماً وربما لم ينم تلك الليلة ولعل بعض العينات في بعض البرامج الرياضية اتضح تأثرها إذ تحولت الوجوه إلى ما يشبه قوس قزح. -خاتمة مواجهة الهلال وأوراوا في "محيط الرعب" شهدت تنظيماً رائعاً نال استحسان الجميع؛ فالحشود الجماهيرية الكبيرة التي تابعت اللقاء سجلت إعجابها بالتسهيلات الكبرى التي قدمتها إدارة الملعب.