ألفريد نوبل المهندس المخترع الكيميائي السويدي اخترع الديناميت، وكان يُستخدم على نطاق عالمي واسع في مجال التعدين وبناء شبكات النقل، وأحدث نقلة في هذا الاتجاه، ولكن إلى جانب هذه الإضافة الإنسانية لاختراع الديناميت إلا أنه اُستخدم في قتل الملايين من البشر، وكان أداة من أدوات الفتك الشامل بيد الإرهابيين. اليوم الترند العالمي هو الذكاء الاصطناعي، وبالرغم من الزخم الكبير الذي حصل عليه في الآونة الأخيرة إلا أن هناك مخاوف أشارت لها شخصيات وخبراء في حقل تقنية وتكنولوجيا المعلومات، ومما أشاروا إليه الكثير من السيناريوهات والمخاوف والقلق من تجاوز المعلومات التي تمتلكها تلك الروبوتات، قدرة صانعيها في التحكم بمتغيراتها، لا سيما أن ثورة الذكاء الاصطناعي أصبحت في بعض المجالات تتجاوز قدرات الذكاء البشري المحدودة. اليوم في علم الأمراض النفسية هناك اضطرابات في الشخصية يعاني أصحابها من الرغبة في العدوان ضد الآخرين إلى جانب ما يتمتعون به من ذكاء فوق المتوسط إلا أنهم وبسبب الاضطراب قد يدفعهم إلى إيذاء الآخرين، والتمتع بذلك الإيذاء، والقدرة على التخطيط العالي والتنفيذ العدواني الذي يخلو من المشاعر العاطفية الإنسانية، ومن أحد هذه الاضطرابات اضطراب الشخصية السيكوباتية أو (المضادة للمجتمع)، فمن الممكن أن يكون صاحب هذه الشخصية سعيداً ومستمتعاً عندما يفجر قنبلة بالناس أو يعذبهم ويقتلهم، وغالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص قادة في العصابات الإجرامية والدموية والإرهابية لما يتمتعون به من ذكاء وقدرات أخرى، وعندما تتاح لمثل هذه الفئة من المضطربين الأدوات والطرق للتعبير عن شرهم فلن يتورعوا في استخدامها، ولن يفكروا أن يستخدموها في خدمة الإنسانية، وهذه أحد المخاطر التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي عندما تكون بيدٍ غير أمينة وأخلاقية وغير إنسانية أو مضطربة. اليوم سمعنا وقرأنا أن الروبوتات مازالت تتعلم أي مازالت تحصل على الكثير من المعلومات والتي سوف تكون تراكمية مع الوقت لتحدد شخصيتها في المستقبل، وقد تخلق أجيالاً منها لها صفات وأنماط فكرية وسلوكية لا يمكن أن يعلم عنها الآخرون، وقد تصطدم بالكثير من القيم الإنسانية من باب الاعتراض أو التمرد أو عدم القبول بها، مما قد يدفعها إلى بعض السلوكيات العدوانية. أعتقد أننا بحاجة إلى منظمة دولية للذكاء الاصطناعي تضع التشريعات، وتراقب هذه البرمجيات، وتحاسب من يتجاوز القيم والأخلاقيات البشرية.