سنين ماهزّ الوصل سود الأهداب اسنين وغيابه يغذّي حنيني اسنين مرّت مالها عندي حساب كن الزمن واقف على دمعتيني دمعة عذابي حين صرّح بالأسباب ودمعة خضوعي يوم فارق يميني من يومها عايش بذاتي ولاغاب ذاك الشعور إنه يعاود يجيني يسري بدمي كل مااغضيت ينساب طيفٍ من اطيافه يبيح كنيني كني سكنته ولف واغلقت الأبواب وهجرت كل الناس لو هي تبيني أسامر الذكرى الين الدجى شاب واخبر شعاع الشمس وش صار فيني شوق وحنين وزادها لوعة غياب والعالم الله وش بعد يحتريني!! ياهل ترى مثلي عليلٍ ومنصاب يشكي من الفرقا وجرحه دفيني؟؟ ولا طفى ضوّه وشمع الغلا ذاب واقفى ماكن العرف بينه وبيني؟؟ تبدأ الشاعرة لولوة السنيدي "لين القسا" بوصف المشاعر الصادقة في هذا النص بأجمل المفردات، والصور الشِّعرية الرائعة، فقد ارتقى فيه الحس الجمالي والفنّي، وتجلى فيه البوح مِن بدايته حتى النهاية؛ حيث ارتقت الشاعرة بوصف عشق القوافي، وصور سنين الغياب، ولوعة البُعد، وحنين الذكريات. ثم تلغي خطوط عزّة النفس إلى الانكسار، وذلك من خلال مفردات دموع العذاب التي ذكرتها الشاعرة وكررتها في هذا النص، ورغم هذا الخضوع إلا أنها ظهرت بعمق عاطفي رائع، وتزيّنت أبيات القصيدة بهذا البوح مهما كان ظهور الانكسار. ويجد المتلقي الكريم حجم المُعاناة التي أبرزتها الشاعرة "لين القسا" في هذا النص، لتعكس لنا واقعها الذي تعيشه الممتلئ بالشعور التراجيدي للحسرة واللوعة التي لا تفارقها، ونلحظ شمولية العامل الفنّي في هذا النص، فقد كان جيّدًا مبنى ومعنى، ما أسهم في الاستماع له والتشوّق لجميع أبيات النص بحيث كلما ينتهي بيت نتشوّق للآخر. ثم تنقلنا الشاعرة بعد ذلك إلى مرحلة الطيف الذي تسبب في بوح الخافق، وهيض المشاعر، والبُعد عن مجالسة الآخرين وهجرهم، لتعيش مع الفضاء، تسامر النجوم، تناجي النسيم، تصف شعاع الشمس، كل ذلك لما أصباها من هيام وضيم وحزن عميق وصل لأعلى الدرجات. ونجد أن العطاء الشاعري متزايد، وصور المعاني توشّحت بالإبداع والتميز، فقد كدسته الشاعرة في التركيز على لوعة الغياب، وجرح الفراق، والحنين الدفين ما بين الضلوع العوج، وهي بذلك تحقق نصًا باهرًا. وتنهي شاعرتنا لؤلؤة السنيدي هذا النص مرّة بالتساؤل: هل حقًا طفأ ذلك النور في حياتها؟ هل حقًا تلاشى عن الواقع؟ هل حقًا شمع الغلا ذاب؟ ومرة بالتعجب: من ذلك الفراق القاسي الذي تسبب في الألم إلى حد كبير، وكان في النهاية بصورة مؤثرة جدًا لا يستطيع القلب أن يتحملها، لذا لا غرابة أن تعيش الصدمة التي أبرزت جوانبها في هذا النص الذي لا يكتبه إلاّ شاعرة واسعة الثقافة والفكر، تمتلك أدوات الشِعر المتكاملة، في زمن مليء بنصوص تبتعد عن الإبداع كثيرًا.