لنساء المملكة حماس وطموح يلامس حدود السماء، تطغى فطرتهن الحنونة على أبناء الوطن في بدء التجديد لغدٍ أجمل، رغم لمساتهن الناعمة إلا أنهنّ يمتلكن قوة في تحقيق ما كان مستحيلًا. تبرز مشاركة المرأة السعودية الدائمة على مر الزمان بالتميز والإتقان على جميع الأصعدة، ومؤخرًا زادت الفرص لمشاركتها أبناء وطنها في بناء الرؤية لتكمل فيه نصف المهمة، وتستمد ثقتها الثابتة من مجتمعها الطموح بإنجازاتها المشرفة للوطن والدين، بدأت المرأة السعودية مشاركتها بشكل علمي ومهني وفني وتتميز دبلوماسيًا ليصل صدى نجاحاتها العالم بأسره، تشارك المرأة السعودية منذ الأزل في بناء مجتمعها سواءً على الصعيد الشخصي أو على الصعيد المجتمعي، وتنافس المرأة السعودية قريناتها من النساء حول العالم بالعلم والثقافة والحكمة، وتتميز أيضًا المرأة السعودية في مختلف الحقب الزمنية اجتماعيًا وسياسيًا، ونرى مثالًا لمشاركتها مجتمعها تاريخيًا فيما قامت به غالية البقمية - رحمها الله - من عمل بطولي عام 1813م، عندما قادت ومولت الجيش ماديًا ومعنويًا ضد الأتراك في معارك مقاومة الغزو العثماني، مخلفين وراءهم مدافعهم وذخيرتهم بعد فرارهم من نفوذها وقوتها، ولا ننسى ذكر موضي البسام -رحمها الله - التي تولت هي وصديقاتها إطعام المساكين في سنة الجوع التي أصابت منطقة نجد عام 1909م، وقامت أيضًا بحماية كثير في منزلها حتى تحسنت أحوالهم، ولنا في قصة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود شقيقة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمهم الله - مثال على المرأة السعودية حادة الذكاء الشجاعة المتفائلة، فأصبحت لشقيقها بمنزلة الذراع اليمنى التي لا يُشَّق أمرٌ إلا بها، كان يستشيرها في أمورٍ كثيرة، كما كان أيضًا يأتمنها على أسراره لثقته الكبيرة بها، مارست واجبات السيدة الأولى، وتولت شؤون القصر الداخلية، وهذا ما يميز دورها اجتماعيًا وسياسيًا، وكانت تلك نبذة عن أبرز القصص التي تُحكى لأبنائنا منذ الصغر عما كان في التاريخ المشرف لمشاركة المرأة السعودية مجتمعها. لا يسعني إلا أن أقول: حظيظةٌ تلك البلاد التي ولِد على أرضها نساءٌ يحملن كمًّا هائلًا من الرسائل والأمجاد التي تُحكى للكون أجمع، أمامنا مستقبلٌ واعد بالتطور والإنجاز والازدهار، ونحن النساء السعوديات نعد مجتمعنا بذلك وأكثر، وكما قيل "إذا أردت أن تعرف رُقي أمّة، فانظر إلى نسائها".