يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي – صدق الله العظيم بمزيد من الحزن والأسى وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى فقيد الأسرة الشيخ الجليل والعم الفاضل عثمان بن حمد الحقيل، تغمده الله بواسع رحمته، وأدخله فسيح جناته، وألحقه بالصالحين وسيد المرسلين في الفردوس الأعلى من الجنة. ودعناه في اليوم 27/ 2/ 1441ه، ما ألهمني أن أكتب وأنعى الشيخ الجليل، أملًا ألا يجف مدادي، ولا ينكسر ذراعي، ومتوسلًا ذاكرتي ألا تتخلى عني حتى أوفي مقام الشيخ قدره، فقد سار رحمه الله على هدي أجداده، الذين ورثوا الأنبياء، معلمًا يعلم الناشئة على بصيرة، ويمسك اليد المتعلمة الصغيرة يعلمها الكتابة والقراءة، ويتعهد الفكر الناشئ يثقفه ويؤدبه ويربيه على ملكات العلم والأدب. ننعى رجلًا من الرجال الأوائل الذين أسسوا التعليم بسواعدهم، وحملوا هم الوطن على أكتافهم، سأكتب عن إنسان تجمل بالخصال الكريمة، وتوشح بالعلم نبراسًا هاديًا ودليلًا، إنسان في ذكر سيرته العطرة تقف الكلمات حيرى عند حضرته، العم الجليل وفضيلة الشيخ الكريم/ عثمان بن حمد الحقيل اسم وعلم من الأعلام، ولكنه لغة تعبر عن ذاتها الأصيلة، حروفها عطاء غير محدود، وكلماتها سخاء غير مقطوع، وجملها بحر زاخر ونبع معطاء، فكان العم عثمان وما زال رقمًا لا يمكن تجاوزه عبر الزمان في مجاله، ولكنه رحل إلى رب غفور رحيم، هو أرحم من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه. مهما حاولت أن أكتب عن فضيلة الشيخ لأضع قبسات من الماضي الجميل الزاخر بصفات المجد والكرم توثيقًا في حق الرجل، فإنني أجد أنني لا أستطيع أن أوفيه حقه، ويشهد على ذلك طلابه الذين تقلدوا المناصب العليا في الدولة؛ إذ تشهد لهم ساحات العلم والمعرفة والقضاء والتربية، يفيضون عطاء من ذاك النبع الطيب. فهذا الرجل بحر زاخر بما تهواه النفوس، وجدته كمنارة اجتماعية وعلمية سامقة، صُحبتها شرف، مجالستها سكن للنفوس، والحديث معها دروس وعبر، كل هذا وذاك جعلني أستدعي مدادي لأكتب هذه العبارات الموجزة.. رحم الله فضيلة الشيخ عثمان الحقيل، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به ومن نحب وإخواننا المسلمين في جناته جنات النعيم. * وكيل الوزارة المساعد للشؤون البلدية د. يحيى بن عبدالعزيز الحقيل