أعادت مسابقة الفلكلور الشعبي التي تنظمها وزارة الثقافة الجدل حول توثيق التراث غير المادي مثل الرقصات والموسيقى والحكايات الشعبية، وآليات تسجيلها في المنظمات الدولية الرسمية مثل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» التي سبق أن أدرجت رقصة المزمار السعودية ضمن قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، باعتبار هذه الرقصة ذات جذور عميقة في المملكة -كما أفاد الخبراء- تمتد لعشرات بل مئات السنين، وهي من أكثر الفنون ارتباطاً بمنطقة الحجاز وأهلها الذين يمارسونها في احتفالاتهم والمناسبات الوطنية. ويعد تسجيل الفلكلور الشعبي والتراث غير المادي إجمالاً عملاً أهلياً ليس منوطاً بالحكومات، بل بمؤسسات المجتمع المدني التي تقدم الدلائل على أن هذا التراث مُورس لوقت معين في بلد ما، سواء كان من السكان أو المهاجرين، حتى أصبح جزءاً من ثقافة البلد. وعن أهمية توثيق التراث السعودي في منظمات دولية قالت رهاف قصاص مدير المشروعات في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث إن المملكة وثقت حتى الآن تسعة عناصر تراثية بشكل منفرد ومشترك، وهذا العام تم تقديم ثلاثة ملفات لليونيسكو لتسجيلها لكل من السدو بالتعاون مع الكويت والبن الخولاني بالتعاون مع اليمن والبشت الحساوي، وأضافت «هذا التوثيق سيُسهم في إبراز البعد الثقافي للمملكة وتاريخها الأصيل، كما سيكون هذا بمثابة سجل وبنك معلومات للمملكة في اليونيسكو». وأوضحت قصاص أن توثيق التراث في اليونيسكو لا يتم بشكل عشوائي أو اعتباطي فهناك معايير وإجراءات للتسجيل كذلك خطط توضع للمحافظة على التراث من الاندثار وقد بدأت عملية تسجيل التراث السعودي بجهود من الجمعية السعودية للمحافظة على التراث منذ العام 2015م. وجاء ضم رقصة المزمار لليونيسكو بعد التصويت عليها بالموافقة من قبل الأعضاء المشاركين في اجتماع منظمة اليونيسكو وذلك بعد تقديم ملف متكامل عن فن المزمار إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» لتسجيله في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي، وكان فريق توثيق رقصة المزمار من الجمعية السعودية للمحافظة على التراث قد اجتمع على مدى عامين بعدد من الخبراء والمختصين والمهتمين في فن المزمار للوقوف على ملامح هذا اللون، وتسجيل عدد من ألحانه ووصلاته الشهيرة. وأضح الموسيقار السعودي المعروف طلال باغر أن رقصة المزمار تمتد جذورها في الجزيرة العربية لخمسمائة عام «وليس صحيحاً ما يتم تداوله بشأن أصولها، وهي من اللون الفلكلوري الشعبي الحجازي وله حضوره الذي تم توثيقه في المحافل الدولية والمناسبات الوطنية»، وشدد باغر على أن توثيق التراث السعودي في اليونيسكو مهم «ويرسخ هويتنا الفنية خصوصاً أن بلادنا ثرية بالألوان الشعبية، وهذا يعكس عمقاً ثقافياً ظهر في أشعار أبناء الوطن وإيقاعاتهم ورقصاتهم». وكانت وزارة الثقافة قد أطلقت مسابقة وطنية للفلكلور الشعبي تهدف من خلالها لخدمة لتراث الوطني غير المادي وذلك عبر إحياء الفلكلور الشعبي وتحفيز جميع أفراد المجتمع للمشاركة بتسجيل كنوز الفلكلور الشعبي، إما عن طريق تصوير فيديو أو تسجيل مقطع صوتي ضمن ثلاثة مسارات محددة، وهي: الموسيقى الشعبية، الرقص الشعبي، والحكايات والأساطير الشعبية ورفعها على الموقع https://engage.moc.gov.sa/folklore حيث سينتهي استقبال المشاركات يوم 25 نوفمبر المقبل. طلال باغر