يكاد الزي الشعبي السعودي للمرأة خاصة أن يتفق من حيث المضمون, ويختلف بالتصميم, ليعطي تنوعا ثقافيا جميلا، يُعرِّف المكان والزمان الذي صُمم واستخدم فيه, وما كانت عليه المرأة من ثقافة اعتنقتها قديما, ومنها زي البرقع, وهو لباس قديم جدا. عرف زي البرقع عبر حضارات قديمة في العالم, كما وضحت نقوش حضارات الجزيرة العربية في اليمن والعراق, أن البرقع كان من الأزياء التي كانت تلبسها النساء؛ والبرقع معروف في الجاهلية فقد قال الشاعر توبة بن الحُمِيِّر حين رأى ليلى الأخيلة سافرة عن وجهها متوجسا من سفورها: وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها وقول خالد الفيصل في قصيدته الشهيرة: ما هقيت إن البراقع يفتنني لين شفت ظبا النفود مبرقعاتي الله أكبر يا عيون ناظرنّي فاتناتٍ ناعساتٍ ساحراتي كذلك قصيدة الشاعر طلال السعيد: يا سعد لو تشوف الشيب ماني بشايب لا بسات البراقع يا سعد شيبني قطعة من قماش أسود مخصوص يستر كامل الوجه, وبه ثقبان تتيح للعينين النظر, أعطى هوية خاصة للمرأة في الجزيرة العربية منذ القدم, وتنوع شكل التصميم ليعطي كل تصميم هوية للمكان الذي استخدمته المرأة فيه، فيسمى في نجد البرقع، وفي شمال غرب الحجاز المنقب (النقاب)، وفي المنطقة الشرقية البطولة بشد وضم حرف الطاء؛ ولكل منطقة هوية خاصة بالتصميم. ما هقيت إن البراقع يفتنني لين شفت ظبا النفود مبرقعاتي اندثرت التصاميم بجميع أشكالها مع زحف التصاميم ذات الطابع الذي يتناسب مع العصر, إلا أن هناك مهتمات حافظن على هذه التصاميم كونها تشكل هوية المرأة في الجزيرة العربية قديما صنعتها يد محترفة. لفتت السيدة/ سماح المصيبيح وأخريات من سيدات المجتمع الأنظار بتوشحهن برقع البطُّولة الذي حدد هوية المرأة بالمنطقة الشرقية, وهو زي شعبي معروف عند نساء الجزء الشمالي ابتداءً من الجبيل حتى الأحساء وسكان صحراء الربع الخالي من المنطقة الشرقية, وفي توجيه سؤال للسيدة/ سماح عن توشحها للزي الشعبي, أكدت أنها تعشق الظهور بالهوية الوطنية التي تعبر عن فخرها بثقافة الجدات, ولربط الأجيال بماضي أجدادهم وأصالته وحتى لا يندثر, كما ذكرت السيدة/ سماح المصيبيح أن للبطُّولة تاريخ قديم, وهو من أزياء المرأة القديمة في المنطقة الشرقية, صنعته في البداية من جلود الحيوانات للحاجة وضيق ذات اليد بعد دبغها, ثم قصها على شكل مربع يغطي الوجه كاملا من غير فتحتين للعينين, ويحاك بخيوط خاصة لتخترق قوة الجلد, وتقوم النساء بتليينه بمواد ملينة من البيئة مثل الودك، ثم يُغسل ويُصبغ بمادة عشبية تمنع تحسس البشرة, وتعطيه رائحة عطرية, أو يُصبغ بالنيلة التي تترك أثرا كلون الحبر على الوجه, ثم تطور فصنعته المرأة من قماش متين يستورد من الهند يسمى (الشيل) وهو خاص للبراقع، وله ثلاثة ألوان أجودها اللون الأحمر الذي يعكس لونه على الخدين, وقد يعكسه على الوجه كاملا, ولزي البطولة تأثير سلبي على تنفس المرأة لمتانة القماش, وللبطولة دلائل دينية كونه يغطي الوجه الذي يوجبه الدين, واجتماعية ليعطي دليلا أن من تلبسه متزوجة, ودلائل مناخية منها يقي وجه المرأة من عوامل الطقس التي تؤثر على البشرة, وقد وثقت صور قديمة لنساء من المنطقة الشرقية متوشحات زي البطولة المحلي. اليوم وحتى لا يندثر هذا الزي أو يُنسى, تقوم المهتمات بالأزياء الشعبية بإعادة إحيائه من خلال الظهور به في المناسبات المختلفة كموروث شعبي, وللحفاظ عليه كزي محلي بهوية وطنية, ولإبراز هوية المرأة بالمملكة عامة وفي المنطقة الشرقية خاصة, والتي حفظتها الذاكرة الشعبية. تتوجد الشاعرة الخضيرا بنت حجيلان على جيرانها, والتي دلت كلماتها على مدى الترابط الوجداني بين الأسر المتجاورة قديما، لتكتسي النفس بالحزن عند الافتراق الذي كان من أكبر سمات سكان الجزيرة العربية بسبب الرحيل المستمر. ودي نسير على عْدْ المياهية ونشوف درب الجماعة وين يعطونه اعتضت فيهم قطين للعبيدية ربعا على عدّهم دايم يحرسونه يا جعل عدّا يشدد منه روقية جعل العساكر على المشغول يردونه ألفين خيّالة وألفين رجلية وألفين سيفا مع اللي وقّفوا دونه بلعون شدَّوا وأنا معهم شفاوية اشفاية الوِرْد لمقبل يذودونه شدوا وقدْهم على نحاوية واللي قعد عقبهم ما عاد يتنونه هل سربه من على عصر الهلالية اللي على دربهم بالهوش ياطونه السيدة سماح المصيبيح بالزي الشعبي «البطولة والنشل»