البُرقع أو النِّقاب - مُؤخًرا - لباس يكسو الوجه بالسَّواد ولكنَّه يفضح العيون.. وقد تُرك البُرقع شكلاً ولكنّه حل مضموناً من خلال اللثام، وكُل الطُّرق تُؤدي إلى الجاذبية! وإذا كان نصف الحُسن في البياض ? كما يُقال- ولستُ مُؤمناً بهذا ? فإن النِّصف الآخر للحُسن في العيون.. وفي ذلك يقول دايم السِّيف: نِصْف زِين الخَلائِق في عُيونه وبَاقِي الزِّين فِي بَاقيه كُله! من هُنا تأتي خطورة البُرقع أو"اللثام"، لأنها وسيلة من وسائل الخداع، وقناع من أقنعة التَّضليل والتَّزوير، وقد دخلت الفَتاوى وقصفتْ سواد البُرقع مع تنامي أشكال النِّقاب والبَراقع النِّسائية الحديثة، ثم تطايرتْ هُنا وهُناك بالنَّهي عن استخدامه!!! ولعل أوضح هذه الفتاوى ما نُشر في صحيفة"الحياة"في 28/11/2008 على لسان الدَّاعيّة محمد الهبدان، حيث يرى أن النِّقاب الموجود في الأسواق حالياً"لا يصح ارتداؤه"بحجة أنَّه"يُظهر عيني المرأة ووجنتيها"! وقال الهبدان: إنَّ النِّقاب المشروع هو ما ذكره ابن عباس حينما قرأ آية الحجاب فغَطَى وجهه وعينيه وأبدى عيناً واحدة صغيرة وقال: هذا هو، لترى الطريق مُؤكداً أن من أرادتْ أن تَتنقَّب فلتفعلْ هذا.."كما فعل ابن عباس"!. واقترح الداعية الهبدان نقاباً شرعيًّا، وهو نقاب يوجد به تقاطيع وعليه"طرحة"، وقال:"من المُمكن أن تكون منطقة العينين مثل تقاطيع الشَّبكة، وعليها أيضاً طرحة، فإذا أرادت أن تمشي تدع الطَّرحة، وإذا أرادت أن ترى سلعة ترفع الطَّرحة"..!!! يا ساتر!. وبالعودة إلى البراقع، فإنها شبكة سوداء"مُخرَّمة"للخداع والتَّضليل، وهذا أمر قديم، فقد قال شاعر منذ مئات السِّنين شاتماً البُرقع: إذا بَارَك اللهُ في ملبس//فلا بَارَك الله في البُرقعِ تُريك عُيونَ المَهَا غُرةً //وتَكْشِف عَن مَنظرٍ أشنعِ فهذا شاعر يدعو بمحق البركة عن البُرقع، لأنَّه يُجمِّل العُيون، ومتى زال البُرقع كشف عن منظر شنيع! أو كما يقول البدو: خلاخل.. والبلا من داخل!.. أو كما يقول الحضر: من برا الله الله.. ومن جوه يعلم الله! وفي العصر الحديث يصرح دايم السِّيف بأن البُرقع فتنة، وفي ذلك يقول: ما هَقيت ان البَراقع يَفتننّي لين شفت ا ظبى النِّفود مبرقعاتي! تُرى ألا يُمكن النَّظر إلى اللثام ? الآن ? والبُرقع- قديماً- بأنه وسيلة من وسائل الغش وطريقة من طرق التَّضليل.. عندما نُدرك أن الإعلام ليس وحده من يُمارِس التَّضليل وتزوير الصُّورة، بل نصف المُجتمع"النساء"يُمارسن ذلك وبكُل سُرور وارتياح؟ أكثر من ذلك.. تم نقل البُرقع إلى العالم كُله، فهذه الصُّحف البريطانية تنقل لنا خبراً يقول: بريطانيا تسمح لسعودية بأن تسبح بالبُرقع.. فعلاً.. والله ما مثلك بالدُّنيا بلد!