مع حلول موسم قطف الزيتون في الأراضي الفلسطينية المحتلة هذه الأيام ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين على المزارعين الذين ينتظرون الموسم عاماً بعد عام آخذة أشكالاً عدة. وتعالت أصوات النشطاء الفلسطينيين لحماية المزارعين وحقول الزيتون من اعتداءات المستوطنين، والتي تتمثل بحرق الأشجار وتقطيعها وسرقة المحصول والتعرض للمزارعين. وأصيب عيسى حامد صالح رمضان (55 عاماً)، قبل عدة أيام جراء اعتداء مستوطنين عليه خلال قطفه ثمار الزيتون، في قرية تل جنوب غرب نابلس شمال الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية، بأن مجموعة من مستوطني "غلعاد زوهر" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي تل وصرة، هاجمت الفلسطينيين أثناء تواجدهم في أراضيهم لقطف الزيتون، ما أدى لإصابة المواطن رمضان بكسر في يده اليمنى، نقل على إثره للمستشفى. كما تعرض محصول الزيتون في قرية بورين جنوب محافظة نابلس للسرقة من قبل مجموعة من المستوطنين. وقالت مصادر محلية، إن مستوطنين سرقوا ثمار الزيتون في منطقة "خلة قطة" من أراض تعود لإبراهيم علي عيد من قرية بورين. فيما تعرض الشاب إسلام مازن اشتيه للاحتجاز أثناء تواجده بأرض زراعية قريبة من حاجز بيت فوريك بمحافظة نابلس، وتم مصادرة هويته الشخصية والجوال وحجزه لمدة ثلاث ساعات، ثم أخلي سبيله. من جهته قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، ل"الرياض": "إن اعتداءات المستوطنين تتكثف عادة في موسم قطف الزيتون، وبخاصة في البلدات القريبة من المستوطنات ومنها بلدات شرق وجنوب نابلس شمال الضفة، وشدد دغلس على أهمية تشكيل لجان حماية شعبية في تلك البلدات من أجل التصدي لاعتداءات المستوطنين". وتصاعدت اعتداءات المستوطنين اليهود على المزارعين الفلسطينيين، أثناء تواجدهم في حقولهم الزراعية وأراضيهم المزروعة بأشجار الزيتون، لقطفها، لا سيما بمنطقة جنوبي نابلس. وقال شهود عيان، إن قطعان المستوطنين اعتدوا على مزارعين من قرية دير عمار غربي رام الله، أثناء قطف الزيتون في منطقة النبي عنير، الواقعة إلى الشمال من قرية رأس كركر. كما هاجم مستوطن مسلح قاطفي الزيتون في قرية شوفة جنوب شرق طولكرم شمال الضفة الغربية. من جهتها أعلنت الحكومة الفلسطينية عن حملة لقطف الزيتون بالضفة الغربية لمساندة المزارعين خاصة في المناطق القريبة من الاستيطان ويقوم على هذه الحملة وزارة الزراعة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وستستمر لعدة أيام وسيشارك فيها رئيس الوزراء محمد اشتية وعدد من المسؤولين الفلسطينيين.