أقام "رواق بحور" بنادي المنطقة الشرقية الأدبي، أمسية شعرية لكوكبة من شعراء المنطقة المبدعين والواعدين، حيث اتسمت القصائد المشاركة بالجودة والتجديد وتنوع أغراض الشعر، فبين الإيمانيات ومحبة الوطن والتوجّد والغزل والفخر بلغة الضاد، كانت أصداء هذه الأمسية التي حضرها جمهور وذواقة الشعر، وفي مقدمتهم وفد طلابي من النادي الثقافي في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل بالدمام، وأدارها الشاعر علي الزهراني. وبين المشرف على "رواق بحور" الشاعر متعب الغامدي في كلمته، أهمية مثل هذه اللقاءات التي تصقل الموهبة، وتنمّي غراس المهارة، وأوضح أن رواق بحور سيعقد لقاءات دورية لتحقق الهدف الأصيل الذي أنشئ من أجله الرواق، بعد ذلك تدفق نهر الشعر منسابًا عذبًا؛ حيث غرّد الشعراء بنصوصهم الأدبية. فمن قصيدة "شرفة الأشواق" للشاعر المبدع عبدالرحمن الفقيه حيث يقول: سيبقى الفؤاد ومن قد هوى على شرفةٍ قد طواها الحنين يضمد بالشوق جرحًا وهل تزيد الحراج بشوق دفين الشاعر أحمد العبدالقادر يقول في قصيدة "سهم الشوق": يذوبُ الشِّعرُ في كفّي حنينًا ويبقَى الظنُّ في صدري يخيبُ وأعلمُ أنّ حرفي ليسَ يُجدي ولكن حيلتي أنِّي .. أديبُ! وصدحت الشاعرة عبير الزهراني ب"فص البكاء" قائلة: رُبّما تتلاشى أبجديّات التوجّعِ في ميناء اللاّعودة وما زلتُ أتعثّرُ في احتراف الأسئلة بلا جدوى .. بلا جدوى تائهٌ في اختطافِ الأجوبة أجّلتُ موعد رحلتي حتّى أعود ولا أعودْ والشاعر عبدالصمد المطهري له فلسفة توجّد عذبة منها: لا تعزلي الوصلَ في رفِّ الملاماتِ لاتُحرقي أحرُفي أو بوح همساتي لا تغرقي آخرَ الأنفاسِ في رئتي ولا تُميتي زهورَ الأُنس في ذاتي تلاه الشاعر محمد الصادح بقصيدة "دفتر العشاق": عَشِقْتُ تُرْبَتَكَ الصَّفْرَاْءَ مِنْ ذَهَبٍ وَهَلْ مِنَ الْخَلْقِ مَنْ لَاْ يَعْشَقُ الذَّهَبَا مَنَاْبِعُ الْخَيْرِ قَدْ جَمَّعْتَ يَاْ وَطَنِيْ تَجُوْدُ بالتَّمْرِ أَوْ تُعْطِيْ لَنَاْ رُطَبَاْ وَعَسْجَدٌ أَصْفَرٌ فِيْ الْمَهْدِ مَنْجَمُهُ وَعَسْجَدٌ أَسْوَدٌ فِيْ الْأَرْضِ مَاْ نَضِبَا وشاركت الأديبة خلود عجب بمعزوفة بديعة بعنون "أعيديني": يَا أُمِّي.. قَدْ كَبُرَتْ رَبَابَاتِي عَلَى الخَيْبَات..! فَرُدِّينِي.. إِلَى عُمْرِ البَرَاءَةِ أَنْسُجُ الأَحْلَامَ فِي وَرَقِي المُسَطَّرِ.. وأنشد عبدالناصر صوافطة نصًا بديعًا بعنوان "عزلةٌ لولادة العشق": حبيبتي.. حينَ تعطينَ (الهوا) نفسًا أغارُ من (عنصرٍ) في الجوِّ قد لثما فحرّري كل عطرٍ داخلي فأنا أهفو إلى العطرِ كي أحيي هنا الصنما وشارك النقاد بإبداء أهم الملاحظات والمرئيات المهمة التي تسهم في توجيه النص وصقل الموهبة. وهم الدكتور عبدالكريم الزهراني والأستاذ مصطفى أبو الرز والأستاذ أسعد العمران والأستاذ محمد صليم القحطاني، وقد لاقت ملاحظاتهم اهتمامًا واحتفاءً من الشعراء الشباب.