قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لدى استقباله في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، أمس الأحد، بعثة المنتخب السعودي لكرة القدم، «نفتخر بهذه الزيارة ونعتز بها ونشعر أنها تجسد العلاقة التاريخية بين فلسطين والمملكة العربية السعودية». وأضاف «شرفتوا بلدكم فلسطين، هذا يذكرنا بقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير). صدق الله العظيم». وأشار عباس إلى أن الرابط التاريخي والديني الإسلامي بين البلدين، ليس جديداً، فعلاقاتنا بالمملكة تاريخية منذ نشأة القضية الفلسطينية، ولم تتغير مواقف المملكة التي سمعناها من الملك المؤسس -طيب الله ثراه- عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بأن «قضية فلسطين في قلب كل سعودي». وقال الرئيس الفلسطيني: «لم نشعر أبداً أننا طرفان، دائماً وأبداً يقولون لنا؛ نحن معكم بكل ما تريدونه وتقررونه، وفي كثير من الأمور لم نكن نطلب المساعدة، كانت المملكة تستشعر بحاجتنا وتلبي». وأضاف الرئيس عباس: «ما نسمعه وما سمعناه منذ عهد الملك المؤسس مروراً بكل الملوك والأمراء وحتى عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، كذلك الشعب السعودي لم يتغير، مواقفهم سباقة تجاه القضية الفلسطينية». وجدد عباس الترحيب ببعثة المنتخب السعودي، وقال: «نشعر بسعادة غامرة، أنتم على أرضكم، صحيح أن الموضوع يتعلق بكرة القدم، لكن قدومكم يسعد الشعب الفلسطيني». وقال مخابطاً البعثة: «نعتذر عن التأخير وبعض العقبات التي حصلت بسبب إجراءات الاحتلال، هذه العقبات نعانيها يومياً، المهم أنكم على أرض فلسطين وبين إخوتكم وأهلكم». من جهته قال رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب، إن هذه الزيارة تشكل حدثاً غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الفلسطينية، فرياضياً هو الأول من نوعه بزيارة وفد رياضي سعودي، وسياسياً هو تتويج لجهد واستثمار وسياسة ثابتة من قبل المملكة العربية السعودية منذ بداية قضيتنا وانطلاقة ثورتنا. وأضاف «إن السعودية كانت رائدة في موقفها وفهمها بأن حل الصراع يقتضي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كعنصر واجب الوجود في معادلة هذا الصراع». وتابع الرجوب قائلاً، اليوم رياضياً مع إخوتنا في السعودية نجسد أحد تجليات هذه الرؤية الاستراتيجية التاريخية عند المملكة التي ورثوها أباً عن جد، الإرادة السياسية كانت جريئة، والرغبة الرياضية السعودية كانت صادقة ونفذت الإرادة السياسية من خلال هذا الزحف إلى فلسطين والقدس لتقول للفلسطينيين نحن معكم سياسياً ورياضياً. وقال رئيس اتحاد كرة القدم إن الشعب السعودي وفي مقدمته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده يعتبرون قضية فلسطين قضية سعودية داخلية وذات أولوية. وأضاف «نحن سعداء بوجود قامة رياضية كبيرة ممثلة بالأخ ياسر المسحل الذي يعتبر أحد أبرز أركان الرياضة العربية والفيفا، وهو مفخرة للسعودية ولفلسطين، وإنكم بزيارتكم لفلسطين ستحملون الحقيقة التي سترونها على أرض فلسطين وشعبها الذي يعيش القمع والإرهاب من قبل الاحتلال، وسترون الصمود والتحدي والإصرار الفلسطيني». بدوره قال رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل: «نحن سعداء بهذا الاستقبال من قبل سيادة الرئيس، وهو وسام شرف وتكريم كبير، ونشكر الرئيس على كلماته ومواقفه الأخوية تجاه السعودية وشعبها، والسعودية وفلسطين عمر يعجز الواحد عن التعبير عن قوته ومتانته، ونحن منذ الصغر نحلم بزيارة فلسطين والحمد الله تحقق هذا الحلم، وأعتقد أنني محظوظ كأول مسؤول رسمي سعودي وأول مسؤول رياضي يصل فلسطين، وهذا يشعرنا بالفخر والاعتزاز». وتابع: «ما شاهدناه من ترحيب كبير من قبل كافة أطياف المجتمع الفلسطيني هو أمر غير مستغرب، فأهل فلسطين أهل كرم وشجاعة وبطولة وفخر، ونحن سعيدون بالتواجد على أرض فلسطين، والمباراة هي تحصيل حاصل، والمكسب هو وجودنا بين أشقائنا وإخوتنا في فلسطين، ونتنمى دوام العز والتوفيق وأن تكون المباراة كرنفالاً حقيقياً شعبياً بين الإخوة».