قبل سنوات ليست بالبعيدة زار الرياض أحد الأصدقاء لأول مرة، كنت ملزماً برد جميله عند قدومي إليه بأخذه للتجول والتنزه، ولا أخفيكم بالرغم من التطور الكبير الذي نحضى به منذ زمن إلا أني كنت محرجاً إلى أين سنذهب ولأنه خاطبني مسبقاً (أريد زيارة أماكن الترفيه بالعاصمة). ولأن (المولات) كانت للعوائل فقط فاضطررت لأخذه للمطاعم والمقاهي الشبابية والكوفيات، وبعد الروتين اليومي باستثناء تغيير المطاعم أعاد علي أريد أماكن ترفيه تتميز بها الرياض. لم يكن لدي سوى أن أخبره بأننا نذهب للمولات مع أهلنا أو نذهب كشباب للتحلية أو المقاهي أو السمر بالاستراحة، عاد الصديق وهو محبط من أماكن الترفيه المحدودة. وما جذبني لكتابة المقال المقارنة بين الأمس واليوم حيث كنا نستغل الإجازات القصيرة بالسفر لجدة أو المنطقة الشرقية للاستمتاع بالبحر، أما الإجازة الصيفية فالغالبية تسافر خارج المملكة ومنهم من يتكبد الديون ويأخذ قروضاً يستمر بسدادها ربما لأعوام. كان الترفيه بالنسبة لنا لا يتعدى استئجار شاليه وطلعة عائلية للترويح عن النفس في عطلة الأسبوع. كنا نتمنى أن تقام لدينا فعاليات، ولك أن تتخيل أننا نعامل معرض الكتاب بالرياض كمكان ترفيهي وليس ثقافي، ولك أن تتخيل الزحمة الشديدة في فعاليات العيد كمتعطشين للترفيه. أما اليوم العالم أتى إلينا بعد أن تولى سعادة المستشار تركي آل شيخ هيئة الترفيه وكلمة حق يجب أن تقال أصبحنا محسودين، فالترفيه ارتقى كثيراً وما كنا نتمناه ونحلم به أصبح حقيقة. حفلات لكبار الفنانيين وفرق عالمية وعروض سرك ومسرح، وما زاد أهل الرياض سعادة الإعلان عن فعاليات موسم الرياض، ومن دون مبالغة إذ قلنا أنها عوضت الماضي المسلوب للترفيه في أكبر عواصم الشرق الأوسط. لم نعد نجد وقتاً كافياً للذهاب لجميع الأماكن، ولا نعلم من أين نبدأ مع موسم الرياض هل من دور السينما أم من حضور الحفلات أم التنزه في الأماكن المختلفة أم تجربة مذاق المطاعم العالمية أم التزلج أو حضور المهرجانات المتنوعة أو حتى حضور الفعاليات الخاصة بالأطفال. الرياض الرقيقة أصبحت مدينة ترفيه، وليست لعمل وسكن فقط كما عرف عنها سابقاً. في السابق كنا نسافر لحضور حفلة غنائية لفنان سعودي واليوم الفنان يشدو ويغني مع أهل الرياض. كنا نسافر للتسوق ونذهب لعروض السرك أو التزلج والآن ستتاح لنا وسيتاح لأطفالنا الترفيه الذي طالما تمنيناه. هيئة الترفيه بالسعودية تقوم بعمل جبار لا ينكره سوى جاحد، ولا يهاجمه سوى متطرف. ولا أستبعد أن من يهاجمها هو نفس الشخص الذي يسوق للسياحة في بلد آخر ربما يعاملوه هناك بجفى ويستفذون ماله وهو لا يقوى شيئا أما الآن فلا عذر لأحد بجلد الذات والتنمر عن عدم وجود ترفيه حقيقي. وكل ما عليك أن تأخذ عائلتك وأصدقاءك وتستمتعون بجمال الرياض، وما يقدم في موسم الرياض، وأنا على ثقة أننا سنكون في القمة كما نحن في العديد من الأشياء على مستوى العالم. شكراً هيئة الترفيه.. وشكراً تركي آل شيخ حققتم ما نريده. وما أرق الرياض مع هيئة الترفيه.