الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم هو عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود، البروفسور الأمير سعد بن سعود بن محمد آل سعود. يعجبني القوس والكعبي والعتيبي.. والبطاقة الحمراء لكل من يشكك في إنجاز رياضي * أين تجد نفسك بين الشعر والإعلام والرياضة؟. * الإعلام تخصصي العلمي ومجال عملي.. والشعر هوايتي الأبدية. والرياضة. متعتي كممارسة أو مشاهدة، ولا استغني عن الثلاث. * هل كتبت شعراً يوما إما بالمنتخب أو أحد الأندية؟. * نعم.. كتبت في الرياضة وعن شباب اليوم * أين تجد نفسك في أمسية شعرية أو مباراة كرة قدم؟ * على حسب من الشاعر أو من الفريق؟ * مالفرق بين جماهير الرياضة وجماهير الأمسيات الشعرية؟ * الأكيد أن شريحة جمهور الرياضة أكثر شغفا وأعلى صوتا. * الأدوار الإعلامية التي تقدمها الأندية من خلال مراكزها، كيف تُقيمها؟. * لا أتابعها بالدرجة التي تسمح بتقييمها، ولكن أعتقد أن جل اهتمامها إخباري. * وهل حسابات الأندية بمواقع التواصل الإعلامي تقوم بدور إيجابي للجماهير، أم لك رأي حولها؟. * بحسب متابعتي المتواضعة تقدم المعلومة الخبرية باعتبارها تهم الجمهور بشكل أكبر.. بينما من المفترض أن يكون لها أدوار إيجابية عديدة. على سبيل المثال: التثقيف في المجال الرياضي وقوانين اللعبة، نبذ التعصب، رفض نشر الأفكار والعبارات المسيئة، التشجيع على ممارسة الرياضة البدنية، والتعريف بمختلف الرياضات. إلخ. العقل السليم في السلوك السليم.. والأبيض لوني المفضل *صرح قبل فترة رئيس نادي الهلال فهد بن نافل.. بأن كل الهلاليين يرددون أحد أبياتك واتخذوه شعارا لهم وهو (بقيادة رجالٍ على قلب رجال = انجازهم ما كل نادي يطوله) كيف ترى حضور وأهمية الشعر في الرياضة؟ * هذا البيت من قصيدة غنائية اسمها زعيم نصف الأرض شدا فيها الفنان عبدالمجيد عبدالله، فالشعر وبخاصة المغنى منه له حضور جيد وأهمية خاصة لدى الجمهور الرياضي والرياضيين في الأندية والمنتخبات من خلال استخدامه في التشجيع والتحفيز والاحتفاء أثناء المنافسات وعند تحقيق الانتصارات والإنجازات وهذا ينطبق على الأندية والمنتخبات. البرامج الرياضية في القنوات السعودية ما زالت دون المستوى *القنوات الفضائية الرياضية وضيوفها هل تغيرت ومحتواها مع سيطرة السوشل ميديا؟. -إذا تحدثنا عن القنوات الرياضية السعودية.. مازال مستوى البرامج الرياضية دون الطموح، وهناك شح واضح في عدد البرامج وتنوعها، كما أن مختلف المنافسات في الألعاب الأخرى لا تبث ولا تغطى بشكل كاف، بالرغم من وجود أكثر من قناة لا تستخدم إلا عند الحاجة فقط. أهمس في أذن المعدين: التحدي الحقيقي أن تصنع الإثارة مصحوباً بجودة المحتوى فيما يخص شبكات التواصل أعتقد أن وجودها عامل إيجابي من خلال إتاحتها مواد إضافية، ومساهمتها في تحقيق الانتشار والتفاعلية اللازمة لنجاح البرامج الرياضية التلفزيونية. بينما مشكلة أغلب البرامج الرياضية المهتمة بالرياضة السعودية، ضعف عملية اختيار الضيوف. وأحب أهمس في إذن معدي ومقدمي البرامج الرياضية «أن التحدي الحقيقي أن تصنع الإثارة من خلال جودة محتوى المادة المقدمة والإعداد الجيد لها»، وليس عن طريق اختيار ضيف مهرج أو مستفز للجماهير. * بالمناسبة.. من أكثر مقدمي البرامج الرياضية احترافية؟ * بتال القوس. * ومن أهم المعلقين الرياضيين على مستوى الخليج في نظرك؟ * سعيد الكعبي، عامر عبدالله، فارس عوض، عبدالله الحربي، فهد العتيبي، عيسى الحربين. *هل من الممكن أن نرى مساهمات أقسام الإعلام في دعم الأندية من خلال عقد ورش تطويرية للمراكز الإعلامية؟. * نحن على استعداد كامل للتعاون مع الأندية وكذلك القنوات الرياضية، ولا أخفيك هناك بعض أشكال التعاون من ضمنها تحقيق رغبة بعض الأندية بتوفير نوعية من الطلاب المميزين في تخصصات إعلامية محددة سواء بالتوظيف أو التدريب التعاوني المشترك.. ونطمح بالمزيد خصوصا أن الكلية أطلقت دبلوما عاليا في الإعلام الرياضي موجه بشكل أكبر للعاملين بالمراكز والأقسام الإعلامية في المؤسسات والأندية الرياضية، يقوم على تدريسه نخبة من المحاضرين والقيادات الرياضية المتخصصة في مجالي الإعلام والرياضة. *هل أنت تؤيد قيام المراسل الصحفي في نقل الأخبار صوت وصوره عبر وسائل التواصل، أكثر من صياغتها ورقياً عبر الصحف، ولماذا؟. * أؤيد النشر بجميع الأشكال طالما يلبي حاجة جمهور ويحقق السرعة المطلوبة، وبطبيعة الحال المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل تحقق السرعة والانتشار والتفاعلية المطلوبة أكثر من غيرها. *المقالات الصحفية واتجاهاتها، ماذا ينقصها الآن لتعود أكثر شغفا للقارئ؟. * أعتقد أن التناول الموضوعي للقضايا الحيوية بإيجاز شديد من أهم عوامل نجاح المقالات الصحفية في الوقت الحاضر. *هل ترى أن ثمة علاقة تجمع الرياضة بالإعلام؟. * للإعلام علاقة وثيقة بجميع المجالات، وبخاصة التي تحظى بجماهيرية وشعبية واسعة مثل المجال الرياضي.. فنقل الأحداث الرياضية والتغطية والتفاعل ما بعد الحدث لا يتم إلا عبر وسائل الإعلام والاتصال. *مع من تميل في مفهوم الرياضة، هل هي صناعة أم ترفيه؟. * صناعة وترفيه *التعصب في التشجيع هل يمكن أن نُسميه تطرفاً فكرياً رياضياً ؟ ولماذا ؟ * هناك حالات من التعصب الرياضي.. ربما تصل إلى التطرف الفكري سواء بالآراء أو الإساءة والتجريح أو تبني أفكار منحرفة تؤثر في مبادئ وسلوكيات التنافس الشريف، لدرجة لا سمح الله قد تخل بترابط المجتمع بحسب ما تشير الدراسات. *هل ترى أن التعصب الرياضي وصل مداه وبات الحوار المتزن غائباً؛ أم نعيش عكس ذلك حالياً؟. * ولله الحمد الأمر ليس بذلك السوء.. ولكننا في مجتمع مثل المجتمع السعودي المسلم، ننتمي لأطهر وأقدس بقاع الأرض نطمع أن نكون المجتمع الأفضل والقدوة الحسنة في كل شيء. *الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون الشهرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟. * عندما يكون الشخص المشهور أو المؤثر.. قدوة حسنة في سلوكياته. *في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس، فما الذي يقلل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى ثقافياً واجتماعيا واقتصاديا؟. -تختلف الحوافز باختلاف المجال، وهذا أمر طبيعي.. لكن يبقى احترام وتقدير المجتمع للناجحين والمبدعين أعلى درجات التقدير. *كانت الرياضة للصحة والمتعة، والآن أصبحت للمال أكثر؛ من أفسد بياضها؟. * تحول الرياضات التنافسية لتصبح صناعة، أمر إيجابي يزيد من متعتها وانتشارها وتطورها، ويعمل على تشجيع الجميع على مشاهدتها والتفاعل مع أحداثها، وكذلك يشجع على ممارستها من أجل صحة أفضل. *كيف صارت لغة المال والاحتراف طاغية على الإبداع والإخلاص عند اللاعبين السعوديين؟. * لغة الاحتراف والمال في الرياضة أصبحت لغة عالمية، والإخلاص والإبداع موجود إن شاء الله في الرياضيين السعوديين، لكن من المهم سن القوانين التي تحفظ حقوق جميع الأطراف وتحفز على العطاء. والأهم أن يتم تطبيقها. *بين رواتب اللاعبين ورواتب الأكاديميين، من يغلب من؟. * اسمح لي.. قيمة الأكاديمي لا تقدر بثمن، ولا تقارن بأحد. *الواسطة» لا تصنع النجوم» هل ترى في الوسط الرياضي نجوماً صنعتها الواسطة؟. * لا أظن. *يقولون إن حرية الكتابة في المجال الرياضي، أكبر منها في الشؤون الأخرى إلى أي مدى تقنعك هذه المقولة؟. * بلا أدنى شك.. المجال الرياضي يعد أكثر المجالات حرية في التعبير والنقد على مر تاريخ الإعلام السعودي. *بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟. * عاشق الشمس لا يشعر بمتعة العشق دون وجود القمر.. والعكس صحيح *لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟. * حياهم الله جميعاً وفي مقدمتهم الأمير عبدالعزيز بن تركي. *هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسلل بلغة كرة القدم؟. * طبعا تسلل وفاول وضربة جزاء.. أحوال الكورة يا عزيزي تشبه أحوال الدنيا. *العقل السليم في الجسم السليم» عبارة نشأنا عليها رغم خطأها؛ فكم من شخصية، عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ * العقل السليم في السلوك السليم *ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟. * أهتم بدرجة جيدة بالرياضة كممارسة ومشاهدة.. بحسب ما يسمح به الوقت. *متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟. * العام الماضي *أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟. * الأبيض *البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟. * من يشوه جمال اللعبة، بنشر التهم والتشكيك في كل نجاح وإنجاز رياضي من غير وجه حق.. *ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لمن لا يعي أهمية ممارسة الرياضة في حياته. *إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟. * العمل في أي مجال يخدم الوطن بما فيه الرياضة.. يستحق أن تحسب له ألف حساب. *ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أولى اهتماما كبير ودعماً غير مسبوق للأندية ويطمح لأن يكون دورينا من افضل 10 دوريات بالعالم، ماذا ينقص هذا العمل إعلامياً؟. * سمو ولي العهد حفظه الله.. اختصر جهد سنوات في سبيل تطوير رياضتنا بدعمه غير المحدود سواء للأبل أو الهجن أوغيرها من الرياضات. فما بالك بالرياضة الشعبية الأولى (كرة القدم) التي تحظى باهتمام ودعم منقطع النظير. وما ينقصها تحديداً هو إدارتها باحترافية عالية عبر الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة رياضيا؛ بتطبيق قوانين ولوائح اللعبة، مع اختيار الكوادر المؤهلة التي تعمل على تنفيذها باحترافية وموضوعية. أما إعلاميا. هناك أفكار وخطوات عديدة. من بينها ضرورة تطوير قنوات التلفزيون الرياضية المحلية، لتواكب تطور رياضتنا وتسهم في دعمها وانتشارها. وبما يرفع من مستوى الوعي المجتمعي في المجال الرياضي ويحافظ على جماليات اللعبة ونبذ التعصب. *حسب علمي أنك تملك سلالة هجن مميزة، هل تستطيع التوفيق بين الاهتمام بها والمجال الأكاديمي الذي يبدو أنه أخذ منك كامل الوقت؟ * ولله الحمد هناك هجن طيبة.. لكني مثل ماتفضلت مقصر في متابعتها كما يجب، إلا أن هناك رجالا فيهم البركة يعوضون تقصيري. *كلمة ختامية؟ أشكرك دكتور عايض.. على هذا الحوار الذي غلبت فيه الجانب الرياضي الذي ليس ميداني الرئيس.. وأرجو أن لا يؤاخذني أصحاب التخصص. مع تمنياتي لصحيفة الرياض ومتابعيها كل تقدم وتوفيق. سعد آل سعود بتال القوس فهد بن نافل عبدالعزيز بن تركي علي الكعبي سعد آل سعود مهتم برياضة سباق الهجن