يعوّل الكثير على أن تكون داليا مبارك الفنانة التي تقود جيلها فنياً، بعدما ظل المتابعون يتساءلون لسنوات هل يوجد لدينا جيل جديد من الفنانين، أم أننا لا زلنا نعاني من نجوم الصدفة الذين يغيبون سريعاً؟ فريق كبير وخطة مدروسة للغاية تقود داليا لتتصدر المشهد، بعدما ظللنا سنوات طويلة في حالة بحث عن نجمة غنائية سعودية تُبقي الصوت الناعم داخل المشهد الفني، ليس كنجمة تنافس ثم تستسلم بسهولة وترحل، فالرجال يهيمنون على الساحة والمنافسة منّذ زمن، لكن على ما يبدو أن داليا استطاعت أن تسارع خطواتها عمن سبقوها، حيث أوحت للجميع أنها قادرة على الاستمرار. ما يميز داليا مبارك عن النجوم الشباب من نفس جيلها هو أنها لم تنجرف كثيراً مع أي موضة غنائية راجت في أي فترة من الفترات السابقة، بل أخذت من تلك الموجات الفنية ما يتناسب مع معطياتها وإمكانياتها. مؤخراً أطلقت داليا مبارك «ميني ألبوم» يمكن أن يقال عنه إنه منتج للكبار فقط، الكبار في الذوق والكبار في الاختيار والكبار في التقييم، يقوده الملحن ياسر بوعلي، بينما يتنوع كتاب الأغنيات الخمس بين العالية، قوس، الجادل، أحمد الصانع، في حين يحمل الميني ألبوم عنوان أغنية «في حياتك مستحيل» وهي تجربة حقيقية تنقل داليا من صفوف النجوم الشباب الصاعدين إلى صف نجوم الأغنية السعودية على اختلاف أعمارهم، حيث تثبت من خلالها أنها تجاوزت كل تساؤلات الجمهور، عما إذا كان لدينا جيل فني جديد إلى واقع أنها أولهم. الأغنيات في الميني ألبوم متنوعة، ويمكن اعتبار كل أغنية منهم بمثابة اختبار لقدرات داليا مبارك في مساحة مختلفة، وإثبات لحقيقة أنها ليست موهبة جميلة فقط، بل مغنية محترفة ونجمة واعدة للغاية، عملت بنصائح أساتذتها من كبار النجوم كنوال الكويتية وعبدالمجيد عبدالله وتفوقت. السؤال: هل تنجح داليا مبارك في قيادة الدفة فنياً؟، «سؤال صعب»، لكن الإجابة عليه باتت سهلة، نعم تستطيع، إذا ما حافظت على تركيزها، إمكانياتها، تواضعها، اجتهادها، لأن الاختبار القادم هو اختبار الاستمرارية، ولعله أصعب لكنها قادرة وبقليل من التوجيه الجيد على تجاوزه أيضاً.