للصين عمق تاريخي ممتد وكبير وغور معرفي مميز فرض مخرجاته الحضارية وإثرائه الثقافي على العالم.. يُحتفل اليوم بالعيد الوطني للصين الشعبية بكل اعتزاز لهذه الأمة العظيم.. وتنتشر كل الاحتفالات المختلفة والمتنوعة والتي تنظمها الحكومة بكل اقتدار في أرجاء البلاد المترامية. سبعون عاماً انصرمت، شهد الاقتصاد والمجتمع الصيني تغييرات تاريخية، حيث زادت نسبة البلاد في المؤشرات الإجمالية الاقتصادية والاجتماعية الرئيسة في العالم، وكذلك مكانتها السياسية ونفوذها العالمي.. حيث ضخت الحكومة المركزية استثمارات تريليونية في مناطق مختلفة على مدى العقود السبعة الماضية، من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية. ويتخطى النمو الاقتصادي في الصين مستويات المتوسط العالمي، وبلغ معدل النمو السنوي نسباً متنامية ومعتبرة كما كان الدعم الحكومي والضخ المالي هائلاً في تنمية خيارات اقتصادية مختلفة كالسياحة والتجارة الخارجية والتبادل التجاري والتنمية المحلية وتطوير البنى التحتية.. الصين اليوم في صدارة الاقتصاد العالمي، وتعتبر محركاً رئيساً للنمو الاقتصادي العالمي. ولاشك أن مساحات العلاقات السعودية الصينية متعمقة ووثيقة وقد بنيت على أسس التوازن والاعتدال والمواقف الثابتة.. مما صنع شراكة اقتصادية وافرة بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم ومشروعات في مجالات صناعات النفط والبتروكيميائيات والتعدين والكهرباء والسيراميك والموانئ وغيرها، وذلك تم من خلال زيارات متبادلة بين قيادتي الدولتين حيث زار فخامة الرئيس الصيني المملكة، وكذلك كانت هناك زيارة للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد إلى الصين أكدت أهمية العلاقة الاستراتيجية السعودية الصينية الممتدة والمتجددة، وحرص قادة الدولتين على بذل الجهود للعمل على تحقيق الالتقاء بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية، وتعميق التعاون في جميع المجالات لتحقيق نتائج ملموسة أكبر في إطار الشراكة الاستراتيجية من خلال اللجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى. كما كان للحضور الثقافي في عقد ندوات تحدث فيها مسؤولون ومختصون عن مستقبل تلك العلاقة من خلال مناقشة نقاط المواءمة والتلاقي بين رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية. ختاماً العيد الوطني الصيني مناسبة عظيمة تقف عندها شعوب العالم احتراماً واعتزازاً بهذه الدولة الكبرى التي وهبت العالم فرصاً مبتكرة في العمل التجاري والصناعة وساهمت في إثراء العالم بخيارات وأفكار باهرة، لذا نبارك جميعاً للصين.