أقام سعادة الأستاذ تركي الدخيل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني السعودي ال89، حضر هذا الحفل أصحاب السمو الشيوخ والمعالي والفضيلة والسعادة وعدد من الإعلاميين والصحفيين والمثقفين والأدباء والشعراء، الذين حضروا لهذه المناسبة الوطنية، وكذلك الأمسية الشعرية التي نظمتها السفارة السعودية في أبوظبي، وأحياها الشاعر فهد عافت، وبعد انتهاء فاعليات الاستقبال والتوديع لبعض المسؤولين الكبار، حيث خلع الأستاذ تركي الدخيل عباءة الدبلوماسية وكسر قاعدة الروتين، ليمسك الميكروفون ويتقمص شخصية الإعلامي البارع، ليقدم الشاعر الضيف بنفسه بكلمات الناقد الذكي بعيداً عن الرسمية بأسلوب نقدي أدبي جاذب ومبهر، ووصفه بأنه فليسوف متعدد المواهب في بحور الأدب، مذكراً الجمهور (نحن الان في هيبة الشعر) بحضور الشاعر المبدع والمبهر، الذي لبى رغبتنا لنعيده إلى الميدان من جديد: وبدأ الشاعر فهد عافت بدون مقدمات يقلب في قصاصات ورقية كتبها بخط اليد وجها وقفى، وكأنه يوحي ويوهم الحضور أنه بدأ الشعر للتو، وقد قرأ الشاعر الضيف، قصائد تغني في حب الوطن وإنجازته وتاريخه وحاضره ومستقبله، ورموز البلاد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وما وصلت إليه البلد من تقدم وازدهار في مرحلة قصيرة، وحين يتغنى بالوطن، كأنه يطلق الرصاص الفولاذي من خندق الصفوف الأولى في الحد الجنوبي، وكذلك تغزل في مدينة أبوظبي الجميلة بشكل مدهش ومبهر، وطالبة الحضور بالعودة إلى الوراء شيئاً فشيئاً وقصائده الموثرة والخالدة الراسخة بالاذهان، ولبى رغبة معجبيه ومحبيه وأصدقائه الشعراء الذين حضروا من داخل وخارج الإمارات، وقرأ قصيدة "تدلل ياوطن- للشعر عقلين – قصيدة جديدة حول عودته للشعر من جديد - حبات الكرز -علي - مريم - فتنة الحفل – مرثية طلال مداح"، وقصيدته المرثية بوالده التي أبكت البعض من الحضور، لانك عندما تسمعها تشعر كأنك عدت من الجنازة للتو، ومن ثم يعود ويكبح جمال الشعر، ليتمسرح في قصيدة الوجدان والغزل ويهزك من البيت الاول إلى ذيول القصيدة، خصوصا في قصيدته المشهورة "فتنة الحفل" التي فازت كافضل نص غنائي، الذي تألق في إعادتها وتصوير المشهد الذي كتبت في حينها، وسخر ملكية شعره بعد تجاربه وخلاصة (50 عاماً) من العطاء والتفرد، وهو يقتنص المفردات الجميلة ويروضها بمرونة وصور رائعة، ويسبر غور المتعة الادبية مشفوعة بقصائد ساحرة جميلة لا تشبه إلا "فهد عافت" بالكتابة والالقاء والأسلوب (تختلف أو تتفق معه تغبضه أو تحسده)،(معه أو ضده) وتقف مشدوهاً من روائع فهد عافت القصيدة الجديدة حول إعادته للشعر: ياشعر أنا أدريبك متجافي وفيك زعله وأنا أتقدم حيا وأنا أتأخر حيا ياراعي الطيب والمعروف والأوله ياحفنة النور يوم القاع جردى ضيا ياأول العمر وياتاليه يا أجمله ياحاحبي والزمن ضيقة وشح خويا ياباسم الغقر وقت الضيق والبهذله من قبل لايصير الغارم من الأثريا فتنة الحفل فتنة الحفل زيدي مشيتك بختره كل خطوة بروق وكل نفحه صهيل باقي بين عقلي والجنون شعره اقطعيها ياشينه عاشقٍ .. مو هبيل خلي الارض تاخذ شكل غير الكره خلي النار تاخذ رمز غير الفتيل من غدى الليل شعرك قلت انا بسهره ومن غدى الصبح وجهك قلت مالي مقيل مريم مريم وتضحك يرقّ الما ويصفا لي زماني والمكان يطيب والرمّان يتكدّس هنيّا قلت رحلتنا تبي سكّر وترنيمة أغاني جاوبت هات الاغاني واترك السكر عليّا؟ من شفايفها صباح الخير شكل وطعم ثاني آآه لو تدري وش تسوي صباح الخير فيّا ؟ تاخذ الما من يديه توصّله شط الاماني واهنيي كل مامريم خذتني من يديّا! مرثية طلال مداح بيوت الطين , رفرفة الحمام , وغبشة استحواذ مراجيح الشفيف من الفواكه لاطرف السلّه عذوق الهمس من نخل السهر , لاهزها نفاذ من عطور الحنين الخابز ارغفته على ملّه ضيا قمرا زز هي اكرم من عطا ضي وهي الشحاذ تقول ليا عطت وليا خذت : هذا لوجه الله ربيع ( كبودنا ) ترعى حماده ضجة الأفلاذ شغب غمازتين , وهيل نصف موارب ودلّه ياعلي ياعلي للشعر عبدي ولا هو سيدي صاحبي له من جنوني ولي من منطقه مايخون الطيش والملح ياكود الردي له علي ان ماسبقني على الطيب اسبقه والله اني من عرفته وانا ابشر بسعدي كل حزنٍ يفتح ابواب حسنٍ مغلقه والله اني ماذخرت لمعانيه جهدي ذمني ولا مدحني من يقول سرقه حبات الكرز الكرز واحد وعشرين حبه رفرف الغصن وأورق عندليبه افتحوا للشبابيك المحبه واصدحوا بالهلاهيل الرطيبة غافل الشمع في عيده تنبه راح ياخذ من الظلما نصيبة طفل من عادته يكسر العبه وش عليه ان كسر خاطر حبيبه ؟ وقصيدته المرثية بوالده وافرض ان القصب ما كان من أمنياته إنه يصير ناي وصار في يوم: ناي! إيش ينقص من الفواح في أغنياته هات ابي استجمع احبابي وآصبّ خوياي! كان ياما وياما كان من ذكرياته جمعة اطفال والملعب على كل راي: يركض اللي يشوف آبوه وارسم جهاته واركض، افتح يديني، وآتخيّله جاي! جانب من الحضور