تتولى المملكة العربية السعودية زمام الريادة في مجال الاستثمار في البيانات الكبيرة وتحليلات البيانات، في ضوء حرص 80 بالمئة من الشركات الرائدة رقمياً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الاستثمار بالبيانات الكبيرة والتحليلات في العام 2019. وتُعدّ تحليلات البيانات الكبيرة أحد أكبر التوجّهات المؤثرة في الشركات بأنحاء المملكة، التي سرعان ما تساهم في تحوّل الشركات إلى كيانات تجارية ذكية تعتمد في عملها على هذه التقنيات لإثراء تجارب عملائها وتحسين إدارة التكاليف وسلاسل التوريد، وتفريغ وقت موظفي تقنية المعلومات للتركيز على الابتكار في الأعمال. ويعتزم أكثر من أربعة أخماس الشركات الرائدة رقمياً بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا (80 بالمئة)، وحوالي ثلثي جميع الشركات (66 بالمئة)، الاستثمار في تقنيات البيانات الكبيرة وتحليلات البيانات في العام 2019، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها «أكسفورد إكونومكس» و»إس إيه بي»، ما يدلّ على قوة الفرص المتاحة في السوق. وأكّد محمد الخوتاني المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» في السعودية، أن المملكة تُمسك بزمام الريادة في تبني تقنيات التعامل مع البيانات الكبيرة في السحابة والتي من شأنها إتاحة المجال أمام الشركات لتحقيق عوائد استثمارية جيدة فضلاً عن إثراء تجارب عملائها، قائلاً إن تقنيات تحليلات البيانات الكبيرة تعمل في ضوء الرؤية السعودية للعام 2030 على إحداث التحوّل في مختلف القطاعات الرئيسة وفي جميع جوانب الحياة والأعمال في المدن الذكية، وأضاف: «يتأتى أكبر جوانب الأعمال التجارية من دمج البيانات الكبيرة الموجودة في السحابة مع تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلات والبلوك تشين». وبوسع الشركات الذكية أن تكسب حصصاً سوقية أكبر وتحقق أرباحاً أعلى، وفقاً لتقرير دراسة أكسفورد، الذي أوضح أن بإمكان هذه الشركات أن تحقق نمواً في عوائدها قدره 23 بالمئة. من ناحية أخرى، أظهر استطلاع أجرته شركة «يوغوف» وشمل 306 من صانعي القرار في مجال تقنية المعلومات في المملكة أن 83 بالمئة هؤلاء يوافقون على أن البيئات السحابية مهمة لدمج التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات وإنترنت الأشياء والبلوك تشين. وتُعد «إس إيه بي»، بدعمها تبني المملكة تحليلات البيانات الكبيرة، أول شركة متعددة الجنسيات مختصة بتطبيقات الأعمال تستضيف عملاءها مباشرة في مركز للبيانات السحابية العامة يتبع لها ويتخذ من المملكة مقراً، وذلك في إطار خطتها الاستثمارية البالغة قيمتها 285 مليون ريال والممتدة على مدى 4 سنوات. تحليلات البيانات الكبيرة تعزّز المدن والقطاعات الذكية وتمتاز الرؤية السعودية 2030، التي تجسدها أجندة التحوّل على المستوى الوطني، بتأثيرها الإيجابي في القطاعات، حيث تمكّن الشركات من أن تصبح أكثر مرونة وتنافسية تحت مظلة الاقتصاد الرقمي. ومن المنتظر أن تستفيد كل مدينة ذكية وكل قطاع في المملكة مما تتيحه تحليلات البيانات الكبيرة، إذ يمكن للشركات العاملة في مجال الطاقة والمياه، على سبيل المثال، تحسين الإنتاج والتنبؤ بمستوى استهلاك الطاقة وتعزيز مستويات السلامة، كما يمكن لقطاعات الخدمات اللوجستية والنقل المتصلة بالإنترنت والمدعومة بأحدث التقنيات تقليل الازدحام المروري وتحسين سلاسل الإمداد وزيادة الإنتاجية. وبوسع قطاع الرعاية الصحية المتصل والمترابط أن يمكّن مقدمي الرعاية الصحية من التنبؤ بنتائج العلاج، وتطوير أصول المستشفيات، وتحسين أقساط التأمين، في حين أن بوسع اللجوء إلى الحلول الذكية في الميادين الرياضية السماح للرياضيين والمدربين والمشجعين ووسائل الإعلام بمشاهدة المباريات واستيعاب تفاصيلها ومجرياتها بطريقة أفضل، علاوة على دعم صحة الرياضيين وأدائهم، وتقديم حقوق امتياز مفصلة حسب ما هو مطلوب. وأكّد الخوتاني أنه ينبغي ألا يقتصر العمل في البيانات الكبيرة والتحليلات على مشاريع ضيقة، مشيراً إلى أهمية هذه التقنيات وتأثيرها الكبير في السكان على المستوى الوطني، وفي جميع مناحي الحياة المعيشية والعملية، وقال: «ينبغي لرؤساء المعلوماتية لدى الشركات العمل مع الموزعين لوضع أجندات التحول الرقمي وتطوير تقنيات تحقق أهداف العمل في أطر التحوّل، وتبادل المهارات الرقمية». ويُعدّ إحداث التحوّل في تجارب العملاء أحد أهم الأهداف التجارية التي تصبو إلى تحقيقها الشركات والمؤسسات في القطاعين الخاص والعام بجميع أنحاء البلاد. وتشهد «إس إيه بي» في المملكة اهتماماً واضحاً بباقة SAP C/4HANA من أحدث التطبيقات التي تمكّن الشركات من الحصول على الأفكار والرؤى الكفيلة بخدمة العملاء على الوجه الأمثل واستبقائهم. وسيكون بوسع الشركات التي توظّف هذه الباقة ربط مجموعة واسعة من الحلول التي تدعم جميع وظائف العمليات الأمامية ضمن باقة تطبيقات الأعمال الفورية SAP S/4HANA ومنصة SAP HANA للحوسبة في الذاكرة، والتي تشمل حماية بيانات المستهلكين والتسويق والتجارة والمبيعات وخدمة العملاء. وفي سياق متصل، كانت «إس إيه بي» أعلنت حديثاً عن إبرام اتفاقية نهائية للاستحواذ على شركة «كوالتريكس»، البارزة عالمياً في برمجيات إدارة تجارب العملاء، ما من شأنه الارتقاء بأفكار العملاء ورؤاهم إلى المستوى التالي. ويتاح المجال أمام الشركات، عندما تجمع بين البيانات التشغيلية وبيانات العملاء الحالية الموجودة في تطبيقات «إس إيه بي» وبيانات تجارب العملاء من «كوالتريكس»، لتحسين إدارة سلاسل التوريد والشبكات والعاملين والعمليات التجارية. تدريب قوى العمل على المهارات الرقمية تقلّ سنّ نصف سكان المملكة تقريباً عن 30 عاماً، وفقاً لأرقام الهيئة العامة للإحصاء، وبينما يتسم الطلبة والموظفون الشباب بالطموح والدراية الرقمية، فإنهم غالباً ما يواجهون مشكلة عدم التوفيق بين تعليمهم والمهارات اللازمة لهم في الحياة العملية. وتواجه الشركات السعودية في ظلّ تسارع وتيرة التغيّر التقني، ضغوطاً شديدة للعثور على المواهب المناسبة لتمكين التحوّل الرقمي لديها. وقد أظهر رؤساء المعلوماتية في المملكة حاجة ملحّة لتعيين موظفين ذوي مهارات في مجالات تحليلات البيانات والسحابة والحوسبة أثناء التنقل ووسائل التواصل الاجتماعي، مع تزايد الطلب على كل هذه المهارات بنسب نمو من خانتين أو ثلاث خانات خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب دراسة لأكسفورد إكونومكس نشرتها تحت عنوان «قوى العمل 2020». ويعمل معهد «إس إيه بي» للتدريب والتطوير على تدريب القوى العاملة السعودية في المستقبل وتمكين الشركات من الاستفادة من منهجيات الابتكار، مثل التفكير التصميمي، لتحويل التحديات الماثلة أمامها إلى فرص. ونجح المعهد في تدريب أكثر من 910 شباب سعوديين التحقوا ببرنامج المهنيين الشباب وبرنامج الدراسة الثنائية. واستطاع أكثر من 99 بالمئة من خريجي هذين البرنامجين أن يلتحقوا بالعمل ضمن منظومة عملاء «إس إيه بي» وشركائها. وفي الإطار نفسه، تشهد مبادرة «وينوفيت» التي وضعها معهد «إس إيه بي» للتدريب والتطوير ومجتمع الابتكار القائم على الشباب المتحفز، استجابة واسعة في صناعة التغير الرقمي، كما تساهم في تعزيز ابتكار الأعمال. وتقوم «إس إيه بي» في المملكة أيضاً بتدريب موظفيها لجعلهم أكثر دراية وخبرة وتشجيعهم على رعاية أبناء الجيل المقبل من الشباب السعودي الموهوب. وكانت «إس إيه بي» السعودية فازت حديثاً بجائزة «أفضل جهات التوظيف» المرموقة للعام الخامس على التوالي، وذلك بفضل مبادراتها وجهودها المبذولة في الدفع قدماً بمجموعة من مبادرات توطين الوظائف في المملكة. وأشار الخوتاني إلى أن المملكة تحظى بجميع المقومات الكفيلة بتمكينها من مواصلة ريادتها الرقمية على مستوى العالم، موضحاً أن هذه المقومات تشمل مجالس الإدارة التي تقود الابتكار، والتبني المبكر للتقنيات المتطورة، والشباب المتمتع بالمهارات الرقمية، واختتم بالقول: «تواصل «إس إيه بي» التعاون في الابتكار مع مختلف الشركات والمؤسسات في القطاعات الخاص والعام والأكاديمي، بُغية الوصول إلى مستويات جديدة من الابتكار الرقمي، مع وضع تحليلات البيانات الكبيرة في صلب التحول الرقمي في المملكة». يمكن متابعة أخبار شركة «إس إيه بي» في السعودية عبر حساب @SAPSaudi