إن استقلالية «وزارة الطاقة» عن «وزارة الصناعة والثروة المعدنية» وتعيين الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزيراً لها، مؤشر على أن المملكة دخلت عصراً جديداً في مجال الطاقة المتنوعة ومفاوضات بمنهجية جديدة تعزز مبدأ المشاورات والتفاهمات مع أعضاء الأوبك والأوبك + للمحافظة على استقرار سوق النفط العالمية وتحقيق مكاسب أفضل، وهذا ما ترجمته أسعار النفط العالمية التي واصلت ارتفاعاها إلى (63) دولاراً لبرنت فور تعيين الوزير الجديد وتصريحه بالإبقاء على استمرارية التعاون مع المنتجين والمحافظة على توازن السوق العالمية. لقد بدأ عصر الطاقة بتجدد إشعاعات التقدم والازدهار نحو مستقبل أفضل وبسياسات أكثر تحديثاً وفعالية تهدف إلى تعظيم منافع الطاقة بجميع أنواعها وليس فقط الطاقة الهيدروكربونية حالياً ومستقبلاً. أننا نتوقع أن يقدم الوزير الجديد الكثير وأن يحدث نقلة تاريخية في مجال الطاقة السعودية كما هو المأمول، لما يتميز به من قوة الإرادة والتفاوض وعمق المعرفة علمياً وعملياً، فهو يعرف تاريخ الطاقة ويستطيع استقراء الحاضر والتنبؤ بالمستقبل في ظل المنافسة العالمية وعدم اليقين. إن مسار الطاقة طويل ومحفوف بالمخاطر والتحديات الاستثمارية وتقلبات عوامل السوق، مما يتطلب التعامل مع هذه المتغيرات بحذر وعناية وفي نفس الوقت استثمار الفرص والميز النسبية المتاحة مادياً وتقنياً من أجل تنويع الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة والمنافسة العالمية. فما زال وسيبقى النفط السعودي مصدراً أساسياً للإيرادات الحكومية وداعماً للمنو الاقتصادي، لذا ينبغي تعظيم عائدات إجمالي إنتاج الهيدروكربونات والتي بلغت (13.2) مليون برميل نفط مكافئ يومياً وباحتياطيات (336.2) مليار برميل نفط مكافئ في نهاية 2018م، وذلك من (المنبع) إلى (المصب) محلياً وعالمياً من خلال زيادة الاستثمارات في هذه الصناعة ومن خلال الشركات الخارجية للاستمرارية واختراق أسواق جديدة، مع الأخذ في الحسبان جميع المتغيرات الظاهرة والمحتملة في سوق النفط العالمية لتكييف مرونة الإنتاج التي تدعم أسعار النفط في مسار تحول شركة أرامكو إلى شركة عامة قريباً واحتمالية زيادة نسبة طرح أسهمها مستقبلاً على المدى القصير وتحقيق عوائد أكبر على المديين المتوسط والطويل. وأذكر بأن دولاراً واحداً نستثمره الآن قد يكون أفضل من 100 دولار نحصل عليه بعد 20 عاماً في ظل معادلة العرض والطلب العالمية. أن مستقبل الطاقة هو التحول الفعلي من استخدام الطاقة الناضبة (طاقة الندرة) إلى الطاقة النظيفة والمتجددة (طاقة الوفرة)، بزيادة مزيج الطاقة الشمسية والرياح والبدائل الأخرى واستكمال إنشاء المفاعلين النوويين في أسرع وقت ممكن بعد أن تم تحديد الموقع المناسب وذلك باستغلال وفرة الموارد الطبيعة والمالية ووصولاً إلى أهداف رؤية 2030.