بالرغم من التضحيات التي تقدمها المملكة منذ عقود إلى اليوم في خفض حصصها ووارداتها من النفط الخام للسوق العالمي إلى أدنى مستوى من سقف التداول المسموح لها متجاوزة مصالحها التي تأثرت حيث تراجعت إيراداتها النفطية مفضلة مصلحة السوق العالمي وضبط توازنه وقيادة استقراره بصفتها العصب الرئيس في أمن الطاقة العالمي، إلا إن تلك التضحيات تعتبرها أقوى شركة طاقة في العالم أرامكو السعودية أعظم استثمار بالنسبة لها للمدى المتوسط والبعيد حيث إن تقليل الإنتاج والتصدير يعني تعزيز قوة احتياطيات البلاد وتنميتها لأجيال وأجيال. وهذا ما يؤكده رصيد صادرات أرامكو المتزن والمنظم في دائرة السبعة ملايين برميل في اليوم للثلاث سنوات الأخيرة بلغت 7,328 ملايين برميل، و7,099 ملايين برميل، و7,463 ملايين برميل في اليوم في السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2018 و2017 و2016 على التوالي. وذلك مقارنه مع حجم الإنتاج الكبير الذي بلغ 13.6 مليون برميل يوميًا من المكافئ النفطي في 2018 بما في ذلك 10.3 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام بما في ذلك المكثفات المختلطة و0.2 مليون برميل إضافي يوميًا من المكثفات غير المختلطة و1.1 مليون برميل يوميًا من الغاز الطبيعي المسال، و8.9 مليارات قدم مكعب قياسي يوميًا من الغاز الطبيعي و1.0 مليار قدم مكعب قياسي يوميًا من الإيثان. وفي ذلك العام كان 86 % من إجمالي إنتاج الشركة من الهيدروكربونات يتكون من السوائل والتي تحصل عمومًا على هامش أعلى من الغاز الطبيعي. وقالت شركة أرامكو في نشرة الإصدار الرئيسة لصفقة سنداتها الدولية: إنها تدير قاعدة الاحتياطيات والموارد الفريدة في المملكة لتحسين الإنتاج وزيادة القيمة على المدى الطويل وفقًا لقانون الهيدروكربونات الذي ينص على أن عمليات الشركة في مجال الهيدروكربونات تعمل على تعزيز الإنتاجية الطويلة الأجل لمخزونات المملكة ودعم الإشراف الدقيق لمواردها من المواد الهيدروكربونية. وتاريخياً قامت الشركة باستبدال الاحتياطيات على أساس عضوي من خلال مراجعة تقديرات الاحتياطيات في الحقول القائمة ومن خلال التحديد والاستكشاف لتحديد الحقول الجديدة. ونتيجة لذلك زادت الاحتياطيات المؤكدة في المملكة في أكبر حقول النفط التي تديرها الشركة منذ وقت الإنتاج الأصلي. وقالت "على سبيل المثال، زادت الاحتياطيات في حقل بقيق بأكثر من 13.5 مرة من العام 1944 عندما بدأ الإنتاج في الحقل إلى 2018. وبلغت نسبة استبدال النفط الخام العضوي ومكثفات الاحتياطيات بناءً على احتياطيات المملكة 104 % على أساس متوسط مدته ثلاث سنوات من 2016 إلى 2018. وبلغت نسبة استبدال احتياطيات المكافئ النفطي العضوي بناءً على احتياطيات المملكة 127 % على أساس متوسط نفس الفترة. ويتم احتساب نسب استبدال الاحتياطيات على أساس تغيرات الاحتياطيات المتعلقة بصافي سحب الخزان من الحقول العاملة، بدلاً من أحجام الإنتاج. وترى وكالة "فيتش" للتصنيف بأن تقدير شركة أرامكو لاحتياطاتها النفطية المؤكدة في 31 ديسمبر 2018، طاقة 256.9 مليار برميل من النفط المكافئ تكفي لفترة 52 عامًا وتتألف من 201.4 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات و25.4 مليار برميل من الغاز الطبيعي المسال و185.7 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وهو ما يمنح الشركة مستوى عاليا وموثوقا ومستقرا. في وقت رصدت "فيتش" جوانب إيجابية لصالح أرامكو في اتفاقية "أوبك بلس" لتخفيض إنتاج المنظمة بمقدار 1,2 مليون برميل في اليوم وأمر تمديد تخفيض الإنتاج إلى النصف الثاني من 2019 تعد اتفاقية إيجابية في نهاية المطاف لصالح أرامكو السعودية على الرغم من أن حجم إنتاج الشركة قد تأثر سلباً إلا أن الاتفاقية قد ساعدت في جعل السوق أقرب إلى التوازن وفي استقرار أسعار النفط. والمؤشرات تشير لنمو في احتياطيات المملكة النفطية حيث بلغت في الحقول التي تعمل بها الشركة 336.2 مليار برميل من النفط المكافئ بما في ذلك 261.5 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات، و36.1 مليار برميل من الغاز الطبيعي المسال و233.8 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي في 31 ديسمبر 2018. وأشارت أرامكو إلى القدرة على تحسين العرض والقيمة في حالات اضطراب السوق العالمي وذلك بفضل وفرة وتفرد قاعدة احتياطيات الشركة ومرونتها لتحسين مزيجها الخام استجابة للتغيرات في العرض والطلب. وتدرس الشركة القيمة طويلة الأجل لمختلف درجات النفط الخام والقدرة على المدى المتوسط لتسويق درجات النفط الخام الثقيل في الأسواق الاستراتيجية والمتطلبات على المدى القريب للاستجابة بفعالية لاضطرابات السوق العالمية أو الفرص المتاحة. وتحتفظ الشركة بنظام يتيح لها الحفاظ على زيادة إنتاجها من النفط الخام عن المستويات المخططة لتعويض مفقودات السوق العاجلة استجابة للتغيرات في العرض والطلب العالمي على النفط الخام. وتستخدم الشركة أيضًا الطاقة الفائضة عن الإنتاج السنوي الاحتياطية كخيار إمداد بديل في حالة انقطاع الإنتاج غير المخطط له في أي مجال والحفاظ على مستويات الإنتاج أثناء الصيانة الميدانية الروتينية. وتقدر الشركة أن الإيرادات التراكمية المتولدة خلال فترة 6 سنوات من 2013 إلى 2018 شاملة، من خلال استخدام هذه الطاقة الفائضة بلغت 133.0 مليار ريال سعودي (35.5 مليار دولار). في وقت تتضمن محفظة الشركة كما في 31 ديسمبر 2018 عدد 498 موقع خزن في 136 بئرا نفطية في أنحاء متفرقة من المملكة ومياهها الإقليمية. في حين بلغت احتياطيات الشركة في 31 ديسمبر 2017 طاقة 260.2 مليار برميل من النفط المكافئ تكفي لفترة 54 عاما، وتتألف من 204.8 مليارات برميل من النفط الخام والمكثفات، و26.0 مليار برميل من الغاز الطبيعي المسال و181.0 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي.