أثناء مرحلة الحمل يكون معدل نمو الجنين سريعاً ويتأثر ذلك التسارع بعوامل تتعلق بالأم مثل التغذية ويقارب طول الطفل عند الولادة حوالي 50 سم ويصل إلى 100 سم عند عمر 4 سنوات ويصبح 150 سم عند عمر 12 سنة تقريباً.. بعد عدة أشهر من الولادة تصبح العوامل الوراثية هي المسيطرة. ففي السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل يتسارع معدل النمو إلى 22 سم/ السنة ويتناقص بعد ذلك إلى 5- 7 سم/ السنة ويبدأ في التناقص تدريجياً إلى أن يصل إلى مرحلة البلوغ حيث يصبح التسارع في الطول من 10 – 12 سم/ السنة وفي تلك المرحلة تبدأ علامات البلوغ عند الإناث بكبر حجم الأثداء وفي الذكور بكبر حجم الخصيتين ويكون العمر المتوقع للبلوغ عند البنات عند 11.5 سنة وعند الذكور عند 13.5 سنة وبالرغم من أن سرعة النمو عند البنات تبدأ في وقت أبكر بسنتين من الأولاد إلا أن الذكور يصلون إلى محصلة طول أعلى في النهاية. قصر القامة يعني أن طفلك أقصر من 97 % من الأطفال الآخرين فى نفس عمره، والطريقة المثلى لمعرفة ذلك هي متابعة طول الطفل على مدى فترة من الزمن، وإذا لاحظت أن طفلك يبدو وكأنه ثابت لا يزيد على منحنى النمو، فهذا يعني أنه ربما يعاني من مشكلة تسبب له قصر القامة، وفي هذه الحالة ينبغي عليكِ البحث لمعرفة السبب. معظم الأطفال الذين يحولون إلى عيادة الغدد الصماء لدى الأطفال لتقييم طول قامتهم هم أطفال طبيعيون لذا من المهم التفريق بين قصر القامة الناتج عن مرض معين أو مشكلة ما في النمو وبين بعض المتغيرات الطبيعية التي تحدث مع العديد من الأطفال حتى نوفّر على الطفل وأهله مشاق فحوصات طويلة. منحنيات النمو في كل بلد حسب عرقه وجنسه يكون هناك قياسات طبيعية معينة لأفراد ذلك البلد، وينتج من عمليات المسح والتقييم لمجموعات أو شرائح متعددة من الأطفال في دراسات متفرقة إلى بناء منحنى يشكل الوضع الطبيعي لنمو الطفل بحيث يمثّل الخط الرأسي طول الطفل ويمثّل الخط الأفقي عمر الطفل ويحد هذا المنحنى منحنيان آخران الأول أعلاه ويعني من تجاوزه أنه أطول من الطبيعي والخط الأسفل والذي يعني أن من وقع تحته يدخل في دائرة القصر. وهناك منحنيات خاصة للذكور الأطفال بجميع مراحل أعمارهم يشار إليها أحياناً باللون الأزرق كما أن هناك منحنيات تخص الإناث بجميع مراحل أعمارهن ويرمز إليها باللون الأحمر. التقييم الطبي من الأهمية معرفة السيرة المرضية للطفل بدءاً من ولادته، وزنه عند الولادة، طوله عند الولادة، محيط رأسه وهل الولادة كانت طبيعية أم قيصرية وهل تعرض الطفل إلى نقص الأكسجين عند الولادة أم لا؟ كما أن أيضاً حالات نقص السكر عند الرضيع قد تؤثر على إنتاج هرمون النمو لاحقاً.. بعض الأدوية وخصوصاً منها الكورتيزون لها تأثير مع الاستعمال المزمن لهذا العلاج على النمو في مثل حالات الربو وما شابهها. فحص طول الطفل خلال مرحلة معينة من حياته لا يعطي فكرة عن نمو الطفل وتزايد طوله ولكن القياسات المتوالية لطول الطفل على مدى ستة أشهر إلى سنة كفيلة بأن تجسّد لنا كيفية نمو الطفل وتسارع طوله مع الأخذ في الاعتبار الرجوع إلى طول الوالدين ونوعية الغذاء التي يتلقاها الطفل. يجب التفريق بين الطفل الذي يعاني من أمراض محددة من قبل والأطفال الذين كانت لديهم هذه الشكوى دون أي عارض صحي، وذلك في طريقة ونوعية الفحوصات التي تجرى لهم. حساب الطول المتوقع للطفل يمكن حساب الطول النهائي المتوقع للطفل وهو الطول الذي يتوقع أن يصل إليه الطفل بعد بلوغه سن 18 أو 20 سنة، ويمكن حساب ذلك طبقاً للمعادلة التالية: للإناث الطول النهائي المتوقع للطفل = طول الأم بالسنتيمتر + ( طول الأب بالسنتيمتر -13) ÷ 2 للذكور الطول النهائي المتوقع للطفل = طول الأم بالسنتيمتر + 13 + طول الأب بالسنتيمتر ÷2 الفحوصات المخبرية تتضمن الفحوصات الأولية عملية مسح شاملة لتغذية الطفل واستبعاد أي أمراض مزمنة باطنة مثل حساسية الجهاز الهضمي للقمح كما يمكن عمل أشعة للرسغ لمعرفة عمر العظم حيث إن بعض مشاكل النمو تتدخل في نضج العظم لدى الطفل كما يمكن عمل الفحوصات المبدئية التالية: تعداد الدم العام مستوى ترسب الدم وظائف الكلى وظائف الكبد قياس مستوى الكورتيزول في الدم صباحاً قياس هرمونات الغدة الدرقية قياس هرمون الحليب أو البرولاكتين تحليل البول ويمكن في بعض الحالات الخاصة والتي تظهر مع أعراض مرضية أخرى عمل الكروموسومات وخصوصاً للإناث أو عمل مستوى هرمون النمو ولحساسية هذا الفحص فيجب أن يجرى بواسطة استشاري الغدد الصماء للأطفال. إفراز هرمون النمو في جسم الطفل يظهر بصورة متموجة وتظهر تلك الموجات بصفة خاصة أثناء الليل. يحتمل حدوث نسبة خطأ حتى في هذا الفحص لذا فإن مقارنة الفحوصات الأخرى أيضاً مهمة لتشخيص السبب وفي حال وجود نقص في إفراز هرمون النمو فقد يستدعى الأمر إجراء عمل فحص بالرنين المغناطيسي للغدة النخامية، وذلك لاستبعاد أي ضمور في تلك الغدة. أسباب قصر القامة عند الأطفال تغير طبيعي وهو السبب الأكثر شيوعاً عند الأطفال حيث يبدو الطفل دون أي مشاكل مرضية ولكن تظهر مشكلة قصر القامة إما نسبة لقصر قامة الوالدين حيث يكون وراثياً أو أن يكون بنيوياً وفيها قد يكون الطفل قصيرًا ولكن يتسارع طول الطفل في مرحلة معينة من عمره في فترة البلوغ ليصل إلى الطول المطلوب مساوياً بذلك أقرانه في نفس العمر وفي تلك الحالات لا يحتاج الطفل إلى أي فحوصات ولا داعي لقلق الأهل على طفلهم. أسباب مرضية 1 - أسباب غير متعلقة بالغدد وتظهر بشكل أكثر شيوعاً من الأسباب المتعلقة بالغدد الصماء. ويظهر على الطفل في هذه الحالة نقص واضح في التغذية مع مشاكل في الامتصاص والجهاز الهضمي عموماً مثل التهاب القولون التقرحي وحساسية القمح وبعض الأمراض المتعلقة بالكلى مثل الفشل الكلوي أو أمراض القلب والتنفس المزمنة. 2 - أسباب متعلقة بالغدد قد يعتقد البعض أن هذا هو سبب قصر القامة عند أطفالهم وقد يلجأ البعض إلى صرف الأموال وإجهاد الطفل بالفحوصات دون داعٍ لذلك حيث إن نقص هرمون النمو هو سبب غير شائع لنقص النمو ويمكن ترجيحه في حالة استبعاد المسببات الأخرى. كما أن نقص هرمون الغدة الدرقية أيضاً قد يكون أحد تلك الأسباب. 3 - مشكلات في الكروموسومات في بعض الحالات النادرة والتي تتصاحب مع أشكال مرضية واضحة لبعض المتلازمات قد يكون السبب فيها واضحاً نتيجة خلل ما في الكروموسومات. العلاج يعتمد العلاج على سبب قصر القامة، ولكن بعد الفحوصات الأولية وبعد استبعاد الأسباب المرضية وحيث أن السبب الأغلب لقصر القامة عند معظم الأطفال هو أحد المتغيرات الطبيعية فإن تطمين الأهل من أهم خطوات العلاج وتخفيف ذلك أيضاً على نفسية الطفل حيث إن الطفل يمر في مراحل عمره بموجات نمو متغيرة قد يصل فيها إلى الطول الذي يرجوه الوالدان وهناك حالات خاصة يفيد فيها هرمون النمو مثل عوز هرمون النمو، القصور الكلوي المزمن. منحنيات النمو يصل معظم الأطفال الحدود الطبيعية تتم المقارنة غالباً مع الأقران