قصر القامة يحدث نتيجة إصابة الطفل بمرض معين ويمكن ملاحظته عندما يشعر الأهل بأن طفلهم أقصر من أقرانه أو من الأصدقاء في المدرسة، كما يلاحظ أن الطفل أقصر ممن هم في سنه، وعند زيارة الطبيب يتحقق ذلك بقياس دقيق للوزن والطول وعلامات النمو الأخرى، وهناك مرجعية لهذه القياسات، ومن المهم متابعة تسارع طول ووزن الطفل بين فترات زمنية متباعدة. وهناك مجموعة من العوامل التى تتحكم في نمو الطفل، منها الخلفية الخلقية والجينية للطفل حسب طبيعة المجتمع والعرق وطول الوالدين وظروف الحمل والوزن عند الولادة والذي يعكس النمو داخل الحمل وقدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الطعام، بالإضافة للهرمونات مثل هرمون الغدة الدرقية وهرمون النمو. عوامل وراثية وبالنسبة للعامل الوراثي فإن الطفل يكون قصيراً ويستمر أقصر من أقرانه ولكن ينمو بمعدل نمو طبيعي وينتهي به الأمر قصيراً عند البلوغ وعادة ما يكون الوالدان أو أحدهما قصيراً، ويمكن أن يحدث القصر في القامة نتيجة ضعف البنية، وعادة ما يكون طول ووزن الطفل عند الولادة والسنوات الأولى من عمره طبيعياً وسرعان ما يتباطؤ نموه ليصبح أقل من الطبيعي ولكن ينمو بشكل مواز للطبيعي، وعند البلوغ ينمو بسرعة ليلحلق بالمقاس الطبيعي. هرمون النمو هرمون النمو هو مادة مكونة من بروتين يتكون من سلسلة من الأحماض الأمينية تفرزه الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة تقع في قاع الجمجمة وذلك بتحريض أو تهبيط هرمونات أخرى من أسفل المخ ويفرز هرمون النمو على شكل نبضات وتكثر هذه النبضات في حالات معينة مثل النوم وتؤدي عملها إما مباشرة أو عن طريق تحريض إفراز هرمون IGFI والذي بدروه يحرض النمو في الأطراف وأعضاء الجسم. وبالنسبة لمعدل نمو الطفل سنوياً فإنه في الطبيعي يكون طول الطفل عند الولادة حوالي 50 سم ويصل الى 100 سم عند عمر 4 سنوات. الفحوصات والتحاليل وتكمن أهمية التاريخ المرضي والفحص السريري في التحقيق من وجود المشكلة والتأكد من الوزن والطول ومعرفة الأسباب الحقيقة لقصر القامة وعمل مسح شامل لتغذية الطفل بجانب الفحص الإشعاعي والذي يتضمن فحص عمر العظام حيث يكون عمر العظم طبيعياً عند ظاهرة قصر القامة الوراثي، وقد يكون متأخراً عندما يكون السبب ضعف البنية، وقد يكون التأخر شديداً عند نقص الهرمونات، وقد يحتاج الطبيب لعمل أشعة جانبية على الرأس للنظر للغدة النخامية وأشعة مقطعية للتحقق من نقص هرمون النمو، كما تشمل الفحوصات المخبرية فحوصات للصحة العامة مثل فحص صورة الدم ووظائف الكلى وتحليل البول والبراز. القياسات المتوالية ولابد أن يكون الطبيب المعالج على دراية بالسيرة المرضية للطفل بدءاً من ولادته ووزنه عند الولادة وطوله عند الولادة ومحيط رأسه، وهل الولادة كانت طبيعية أم قيصرية، وهل تعرض الطفل الى نقص الأكسجين عند الولادة أم لا، فالقياسات المتوالية لطول الطفل على مدى ستة أشهر الى سنة كفيلة بأن تجسد لنا كيفية نمو الطفل وتسارع طوله مع الأخذ في الاعتبار الرجوع الى طول الوالدين ونوعية الغذاء التي يتلقاها الطفل. حساب الطول المتوقع ويستطيع الطبيب المعالج حساب الطول المتوقع للطفل، وهو الطول الذي يتوقع أن يصل إليه الطفل بعد بلوغه سن 18، ويمكن حساب ذلك طبقاً للمعادلة التالية: بالنسبة للإناث يكون الطول النهائي المتوقع للطفلة = {طول الأم بالسنتيمتر + (طول الأب بالسنتيمتر - 13)} ÷ 2، أما الذكور فيكون الطول النهائي المتوقع للطفل = {طول الأم بالسنتيمتر + 13 + طول الأب بالسنتيمتر} ÷ 2. العلاج أما بالنسبة للعلاج فإنه في حالة تشخيص نقص هرمون النمو عن طريق قياس هرمون النمو بطرق التحريض والتى تستوجب أخذ عينات بطريقة معينة يتم النظر للغدة النخامية وإعطاء حقن هرمون النمو يومياً عن طريق الحقن تحت الجلد. أ.د. عبدالله الحربش - استشاري غدد وسكر الأطفال الحاصل على الزمالة الكندية والبورد الأمريكي