«الأقدار كم تسري سفينةُ حياتنا في بحارها إلى حيث لا ندري!»، اليوم أفجع في فقد أغلى الناس «والدتي» - رحمها الله - وبالرغم من مشاطرة الأحزان من قبل الأحباب والزملاء وتقديم التعازي والمواساة لي ولأسرة الفقيدة إلا أن المصاب جلل، والفقد عظيم، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على هذه المصيبة التي أخذت منّا والدتنا. رحمك الله يا أمي.. كان رحيلك فاجعة، وأصعب ما حدث في حياتي، أصبح القلب في حزن عميق، والألم في جوفي كبير، طيفك عن خيالي لم ولن يغيب، لا يزال رحيلك ألم في القلب، وغصة في العمر لا تموت حتى نموت. أمي الغالية.. بدموع العين أودعك، قلبي يصرخ لكِ حنيناً، في كل ساعة احتاجك، وفي كل دقيقة، وفي كل ثانية، كم انتفع منكِ الجميع، كم قضيتي لأحبابك من حاجة وكم وكم.. لقد سكن الحزن في داخلي، ودموعي تنهمر في كل يوم يأتي من دونك. أمي.. لقد اختل عمود بيتي بعد رحيلك، كان صوت القرآن الكريم مستمر في غرفتك نسمعه ليلاً نهاراً، غاب الأحباب عن بيتي بعد أن كانوا يزورونك في كل وقت وكل مناسبة، ونسعد بلقائهم، غاب ذاك النور الذي كان يملأ أرجاء المنزل، غاب حضنك الحنون الذي مهما كبر الإنسان في العمر يظل محتاجاً إليه. أمي.. بعد فراقك لم يعد للحياة طعم فأنا الآن أعيش لحظات الانكسار، ويظل طيفك يزورني لا يفارقني، نظراتك، دُعاؤك، ذكرياتك، كل شيء جميل، ولا أزال احفظ حاجاتك كما تعوّدت منكِ منذُ الصغر. أمي.. لن أنسى حنانك، لن أنسى دُعاءك لي في كل خطوة أخطوها في حياتي، لن أنسى عطاءك السخي، وجهك البشوش، بسماتك المشرقة حتى وأنتِ على فراش المرض، لن أنسى أمي أغلى من رحل عن الدنيا. لقد اشتقت لروحك الطاهرة التي لن تعود، فاجعلها يا الله في جنات النعيم، وارحمها برحمة الأبرار، وأسكنها فسيح جناتك واغفر لها، واجمعها بأبنائها وبناتها وأحبابها في أعلى درجات الجنّة بلا عذاب ولا حساب. ربّي اجعل أعمالها الصالحة مؤنسة لها، واجعلها تنام قريرة العين مطمئنة برضاك وعفوك، وارحمها يا أرحم الراحمين. وفي الختام ما أقول إلا ما يرضي الربّ، «إنا لله وإنا إليه راجعون».