بلو: داعم للثقافة والفكر الشنطي: زمخشري «شادي الغربتين» القرني: ظل مناصراً للمرأة ناقش المتحدثون المشاركون، في البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، ندوة بعنوان «طاهر زمخشري.. الشاعر والإنسان»، عن مسيرة الشاعر الكبير الذي أطلقوا لقب عليه «الماسة السوداء». وأشار المشاركون في الندوة التي أدارتها الدكتورة زهور القرشي، إلى أن الشاعر الراحل هو صاحب أول ديوان شعري في تاريخ المملكة «ديوان أحلام الربيع»، وأسهم في تأسيس الإذاعة السعودية في محل نشأته بمكةالمكرمة، وهو رائد أدب الطفل المعاصر. «ثنائيات متآلفة» وأكد المتحدث الدكتور محمد الشنطي، أن زمخشري صاحب ثنائيات متآلفة، وسر هذه الثنائيات هي أنه أديب وشاعر في جانب، وإعلامي في الجانب الآخر، وجعلت قصائده تحفل بهذه الثنائيات، بل ظروف حياته أيضاً كان لها مؤشر على وجود مثل هذا الازدواج في شعر الشاعر. وقال الشنطي: «لو كان الشاعر أبو العلاء المعري رهين المحبسين، فإن شاعرنا طاهر زمخشري «شادي الغربتين» لاغترابه المكاني والنفسي، وأن معاناة الشاعر طاهر زمخشري وظروفه الشخصية دفعته إلى أن يحتفل على نحو أو آخر بالغنى لما لحق به من غبن ومعاناة في طفولته». وأفصح عن وجهة نظره في أن إنتاج زمخشري الكمي هو أثر من آثار النزعة الإعلامية الكامنة في نفسه، فله أكثر من 23 ديواناً، وهذا كم كبير لشاعر قضى حياته متنقلاً بين الإعلام، والإبداع، والأدب، وبين والوطن المملكة العربية السعودية وتونس. واعتبر أن ما حصل عليه الأديب والشاعر الراحل من جوائز وتكريم في وطنه المملكة وتونس، أحدثت أثراً كرس فيه الثنائية الإعلامية والشاعرية. وأكد الشنطي أن الشاعر الفذ الكبير طاهر زمخشري كانت قصائده تغنى ليس فقط من الجانب الموسيقي فقط، بل لما فيها من رؤى، وأن قصائده موضوعة للغناء لأنها عبرت عن هموم الإنسان والمرحلة التاريخية التي عاش فيها طاهر زمخشري. «إحساس الغربة» من جانب آخر، أكد حسين بافقيه، في ورقته التي عنونها ب»زمخشري صانع البهجة»، أن الشاعر الراحل كان يستطيع أن يحول كل مظاهر الحياة التي تتصل به إلى شعر، ويتحكم في تجربته الشعرية، بالغربة والحزن والألم «إن تحدثنا في جانب الرومانسية فإنه لم يحد في دواوينه كافة عن ذلك، على رغم كل التغيرات التي طرأت على الشعر العربي في المدة التي عاشها». ولفت بافقيه إلى أن شعر طاهر زمخشري يغلب عليه الحزن والغربة، وكان يكثر الشكوى منها خصوصاً لما اغترب عن وطنه المملكة العربية السعودية، ومع إحساس الغربة عن وطنه والألم، يعوض زمخشري بصناعة البهجة، إذ يعد من أكثر الشعراء العرب تناولا لمباهج الحياة، مرجعاً أسباب ذلك لنشأته في مكةالمكرمة. «أحلام شاعر» وفي الوقت ذاته، اعتبر المتحدث محمد توفيق بلو، أن أهم المحطات الإنسانية بحياة الشاعر طاهر زمخشري هي التي صنعت مواقف إبداعات شعره وأدبة وفنه، مشيراً أنه عاش مع طاهر زمخشري تحت سقف بيت واحد 20 عاماً، حيث نشأ زمخشري من أسرة بسيطة في مكةالمكرمة. واستذكر بلو موقفاً حدث لطاهر زمخشري، في طفولته حينما ارتقى على كرسي الشاعر السعودي المخضرم أحمد إبراهيم الغزاوي في مكتبه بمكةالمكرمة، وارتدى نظارته الشخصية «تساءل غزاوي: لماذا فعلت ذلك؟ فأجاب طاهر: أريد أن أكبر وأكون شاعراً مثلك، وبعد مرور سنوات التقى الشاعر المخضرم أحمد غزاوي بالصدفة طاهر زمخشري بعد أن أصبح مراقباً عاماً للإذاعة والبرامج، استذكرا في ذلك طفولة زمخشري حينما ارتدى النظارة وتحقق حلمه في أن يكون شاعراً. وذكر أن طاهر زمخشري درس في مدارس الفلاح في مكةالمكرمة، وهي بيئة خرجت العديد من المفكرين والأدباء، معتمداً في دراسته على أمهات الكتب. وأشار بلَو: أنه خلال مرحلة طاهر زمخشري الدراسية، لاحظ مدير مدارس الفلاح في ذاك الوقت الأستاذ عبدالله ناري، بزوغاً شعرياً لطاهر، وتفوقه في منافسات ومسابقات بين الطلبة في التشطير والتخميس، فتبناه في هذا المجال بشكل مباشر، مما أتاح له الفرصة في تقديم مالدية من موهبة. وأوضح بلو أن زمخشري اكتسب المعرفة من شخصيات داعمة ثقافياً وفكرياً، ومنهم الشيخ صالح نصيب الذي امتلك مكتبة في مكة، يزود من خلالها طاهر بجميع المجلدات وأمهات الكتب عن الشعر والأدب وغيره. «النمط الزوجي» من جانبه، تناول المتحدث معيض بن عطية القرني، أنماط حضور المرأة في شعر طاهر زمخشري، مشيراً إلى أنها احتلت مرتبة كبيرة لجهة الإشادة بها، وتعددت أنماط ظهورها في شعره، فكان له نصين للأم ومن أبياتها «حنانيك أمي لا عقوق ولا نكر». وأضاف: «من تقديرات الشاعر طاهر زمخشري للمرأة هو النمط الزوجي، ويقول للتدليل على ذلك: «نعم هي زوجتي وشريكة حياتي وأليفة روحي، لقد كانت تسير معي في أول الطريق وقطعت هي الشوط فنامت في مقرها الأخير راضية مرضية، وأما أنا فما زلت أسيرُ، وإنها لدموع أذرفها وسيذرفها معي كل من فقد عزيزاً»، وهذه المقدمة لطاهر زمخشري لأم أولاده، حيث أن المرأة أحتلت في روح شاعرنا منزلة مهمة فأصبحت الأم والرفيقة والحبيبة». ونوه القرني إلى أن الشاعر طاهر زمخشري استجاب في حياته لدوافع الحزن للمرأة، جعله يرثي بعض الشخصيات العامة، مثل خلود العروس التي زفت إلى قبرها، وأسمهان أخت فريد الأطرش، والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد وغيرها. طاهر زمخشري