في الخفاء كان ممثل الأطماع التركية الرئيس أردوغان، عبر حزبه العدالة والحرية، الذي تمكن من قلب الديموقراطية في تركيا، لتصبح دولة إخوانية بامتياز، واستقطاب قوى الإرهاب من كل صوب، يدربهم ويسلحهم، ومن ثم يطلقهم عبر حدوده للعبث في رقعة العالم العربي.. فوضى ما سمي بالربيع العربي، جعل أحلام السيطرة والهيمنة على الدول العربية متاحاً لكل طامع، مهما كان ناقصاً.. الدول العظمى حددت مناطق النفط والغاز المتاحة، ومناطق تدفق المهاجرين، وناورت، وتحركت عسكرياً، وحاربت بأيدي الإرهابيين. أطماع إيران الفارسية نشرت نفوذها بأيدٍ عربية عميلة، مستغلة أيديولوجيا المذهب، عبر منفذ أطماعها الأكبر حزب الله، الذي تمدد من لبنان إلى أرض سورية المغتصبة، معرجاً على أرض العراق الخارجة من فوضى إرهاب داعش، فركب مطية الميليشيات العراقية المسلحة، وأخيراً في أرض اليمن العربية بدعمه وتدريبه وتسليحه لجماعة الحوثي المنقلبة على الشرعية اليمانية. وفي الخفاء كان ممثل الأطماع التركية الرئيس أردوغان، عبر حزبه العدالة والحرية، الذي تمكن من قلب الديموقراطية في تركيا، لتصبح دولة إخوانية بامتياز، مبادراً بافتعال الانقلاب المزعوم، ليتمكن من تصفية مناوئيه في الداخل التركي، وجرهم دون محاكمة للمعتقلات، أو الإقامة الجبرية، كما تخلص من الكثير من الفاعلين في المشهدين السياسي والإعلامي، من يرفضون الخلافة المزعومة، بينما سمح للإخوان المسلمين بالهيمنة وقيادة الرأي عبر قنوات إعلامهم، واستقطاب قوى الإرهاب من كل صوب، يدربهم ويسلحهم، ومن ثم يطلقهم عبر حدوده للعبث في رقعة العالم العربي. وطوال الوقت كان يستغل الأموال والخيانات القطرية، والإعلام السياسي، الموجه ضد مصر، والمملكة، والإمارات، والكويت، والسودان، وليبيا، وتونس، والجزائر، ويتغلغل بوجود المتعاطفين مع الإخوان، من بعض الشعوب العربية المغيبة. الجهة العربية القادرة الموحدة الصلبة، التي اكتشفت تلك الأطماع الفارسية، والتركية، كانت دول المقاطعة الرباعية لقطر، والتي أفشلت هيمنة الإخوان على مصر، وقامت بتجريم وطرد زعاماتها من دولها. وقد زاد من انكشاف الأطماع التركية قضية خاشقجي، التي استغلها أردوغان لآخر قطرة، أملاً في تحييد أدوار المملكة القاتلة لبراعم أطماعه. واليوم تمثل تركيا معبراً للإرهابيين إلى سورية، وليبيا، وغيرهما، ما يفضح للعالم سر تدخلاتها السافرة في طرابلس، ومحاولاتها المستميتة لتسهيل وصول الإرهابيين، والأسلحة، والوجود الفعلي على أرض الواقع، وإفساد أي احتمالية صلح بين الليبيين. في السودان كان لأردوغان أطماع ببقاء حكم البشير الإخواني، قبل تفجر ثورة الشباب السوداني المباركة، وتنبههم لما يحيق ببلدهم من أخطار، فأسقطوا البشير، وتوصلوا لحل توافقي يرضي الشعب السوداني العربي الأبي، رغم أنف تركياوقطر، الباحثتين عن عاصمة عربية إخوانية بعد دحرهم في معقل القاهرة. والأطماع التركية لا تتوقف، فبدل القاعدة في قطر، أصبح لها قاعدتان وهيمنة. وتبعاً لذلك تأثر الشأن الداخلي التركي، فاهتز الاقتصاد، وتهاوت الليرة التركية، وتقلصت أعداد السياح، ونهضت القوى المضادة لحزب العدالة والحرية، وحدث التحول السياسي الداخلي، وخسر أردوغان الانتخابات في أنقرة وإسطنبول، وأعاد الانتخابات غير مصدق، بخسارته المريرة.