أعلن المشروع المشترك بين شركة أرامكو السعودية وبتروناس الماليزية مجمع «بينجيرانغ» المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات «بريفكيم» في ولاية جوهور جنوبماليزيا عن استئناف تشغيل وحدة تقطير الخام في مصفاة التكرير والتي بدأت في تلقي خام التغذية في محاولة لإعادة تشغيل المصنع بعد تعرضه لحريق. وتدخل أرامكو السعودية بالتحالف مناصفة في هذا المشروع البالغ حجم استثماراته 101,2 مليار ريال (27 مليار دولار) ويشمل المصفاة بطاقة 300 ألف برميل يوميًا ومجمعًا للبتروكيميائيات بطاقة إنتاجية تبلغ 7.7 ملايين طن سنويًا ويضم وحدة التكسير والمرافق والخدمات المرتبطة بها. وقالت «بتروناس» في رسالة إليكترونية «نؤكد أن المصفاة بدأت في تغذية الخام إلى وحدة تقطير الخام في وقت سابق من هذا الأسبوع في محاولة لإعادة تشغيل المصنع». وكان قد تم إغلاق المشروع الذي كان يعرف أصلاً باسم مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات «رابيد» قبل اتفاق الشريكان على إعادة تسميته «بريفكيم»، في أبريل بعد أن تسبب حريق في إتلاف وحدة إزالة الكبريت من بقايا الغلاف الجوي. وقالت بتروناس إنه من المقرر أن تعاود الوحدة التشغيل التام بحلول العام القادم 2020. وكانت الشركة قد قللت من تداعيات الحريق الذي اندلع في وحدة تقطير الخام على تجارة النفط ومشتقاته، في حين هون تجار طاقة من التأثير الفوري الكبير ولكن أشاروا إلى أن القضية الأكبر تكمن في تسبب الحادث في تأخر تدشين مشروعات المجمع وخاصة المصفاة والتي كان من المقرر أن تصل إلى طاقتها الكاملة في 2020، في حين أن المصفاة لم توفر بعد كميات كبيرة في السوق أو حتى شحنات تقارب من طاقتها الكاملة مما يحد من أي تأثير فوري للحريق على أسواق البترول. وتتضمن اتفاقية الشراكة التزام شراكة «أرامكو» بتوريد نحو 50 % من احتياجات المصفاة من لقيم النفط الخام، مع إمكانية رفع هذه النسبة إلى 70 %، في حين تلتزم «بتروناس» وشركاتها المنتسبة بتوفير الغاز الطبيعي والكهرباء والمنافع الأخرى للمصفاة. فضلاً عن مشاركة الحليفان في حقوق بيع وشراء منتجات المشروعين بحصص متساوية. وتشكل هذه الشراكة تحالفًا إستراتيجيًا يجمع بين الموارد، والتقنيات، والخبرات، والحضور التجاري المتميز لشركتي النفط الوطنيتين الأكبر والأنجح حول العالم. وكان من المقرر أن تبدأ عمليات التكرير خلال العام الجاري 2019، مع متابعة إنتاج البتروكيميائيات خلال ستة إلى 12 شهراً. وتشمل المنتجات النفطية المكررة البنزين، والديزل في وقت من المقرر أن توفر المصفاة اللقيم المطلوب لمجمع البتروكيميائيات. ووفقاً لخطط المجمع تعتزم شركة «بتروناس» بناء مصانع للبولي إيثيلين المنخفض الكثافة الخطي بطاقة 350 ألف طن متري سنوياً، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة/إيثيلين فينيل اسيتات بطاقة 150 ألف طن متري سنوياً في مجمعها المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات بحلول منتصف 2019. إضافة إلى تطوير المرافق الأخرى المرتبطة بالمجمع وتحديداً في محطة الإنتاج المزدوج للكهرباء والبخار، وفرضة إعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال، ومعمل إمداد المياه غير المعالجة، وفرضة المياه العميقة، ووحدة فصل الهواء، ومرافق المنافع المركزية والمشتركة. من جهتها كشفت شركة ارامكو السعودية عن استراتيجيتها في هذه الشراكة القوية وقالت تستمر أعمال الشركة في مجال الكيميائيات في النمو من خلال التوسعات الإنتاجية في المملكة وزيادة مراكز الملكية في الشركات التابعة والاستثمارات الجديدة، مع زيادة في صافي وإجمالي الطاقة الإنتاجية للكيميائيات إلى 16.8 مليوناً و33.2 مليون طن سنويًا، على التوالي، كما في 31 ديسمبر 2018. وتتوقع الشركة بدء تشغيل مصفاة جازان المتكاملة للبتروكيميائيات ومجمع «بريفكيم» في ماليزيا المتكامل للبتروكيميائيات بنهاية عام 2019، مما سيزيد من صافي إنتاج الشركة من المواد الكيميائية إلى 20.8 مليون طن وإجمالي الطاقة الإنتاجية الكيميائية إلى 40.2 ملايين طن سنويًا. كما ستزيد من الطاقة التكريرية الإجمالية للشركة البالغة 4.9 ملايين برميل في اليوم إلى 5.6 ملايين برميل في اليوم. ونوهت شركة أرامكو بنمو استثمارات شركتها التابعة «شركة أرامكو فيما وراء البحار» التي تملكها بالكامل وصفقاتها الاستراتيجية الدولية الموفقة واللافتة التي ظهرت في نتائج أرامكو المالية الموحدة لعام 2018 حيث ظفرت بصفقات آسيوية جديدة بقيمة 8,2 مليارات ريال تشمل مجمعين للتكرير والكيميائيات في ماليزيا وكوريا الجنوبية. وبدأت الشركة بعمليات استحواذ في ماليزيا شملت شراء حصة 50 % من شركة «بتروناس» في مجمع «بريفكيم» للتكرير، وعقدها صفقة استحواذ أخرى مماثلة بحصة 50 % من مجموعة «بتروناس» للكيميائيات في مجمع «بريفكيم» للبتروكيميائيات حيث بلغ مجموع المبالغ النقدية الاعتبارية للصفقات 3,534 مليون ريال (3,5 مليارات ريال). بالإضافة إلى ذلك، استحوذت أرامكو على 50 % من قروض المساهمين البالغة قيمتها 791 مليون ريال. كما ستقوم أرامكو بتوريد ما نسبته 70 % من إمدادات النفط الخام إلى الشركة، مما سيؤدي لاستدامتها. أعمال تطوير شاملة يشهدها المجمع للتكرير والكيميائيات ومرافقهما