يبدو أن اليابان الأكثر استفادة من مقاطعة العالم لنفط طهران، وفي الوقت الذي توقع العالم حدوث شح في إمدادات النفط العالمية على إثر إحكام الولاياتالمتحدة قبضتها على قطرات النفط الإيراني وشل وارداتها العالمية، إضافة إلى نفس المصير لنفط فنزويلا، وعدم الوضوح والاستقرار لنفط ليبيا ودول أخرى في إفريقيا، إلا أن الإمدادات النفطية العالمية كانت وافرة بأكثر من المتوقع ومن السقف الذي تم تحديديه في اجتماع تمديد اتفاقية أوبك بلس الأخيرة بعد أن بادرت المملكة العربية السعودية بتحفيز روسيا لدعم تمديد خفض الإنتاج مما أسهم في موافقة أوبك و10 شركاء من خارجها على تمديد تخفيضات الإمدادات 1.2 مليون برميل في اليوم حتى مارس 2020 وهو امتداد للاتفاق الذي بدأ في يناير 2019. وعلى الرغم من تبعات التوترات الجيوسياسية الأخيرة في الخليج العربي وفرض الزيادات الكبيرة لرسوم أمن الشحن مع خفض أوبك وشركائها أكثر من 1.2 مليون برميل في اليوم خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن الإنتاج العالمي للنفط ارتفع بمقدار 500,000 برميل في اليوم، في وقت تجاوزت عروض النفط حجم الطلب بمقدار 900,000 برميل يوميًا في النصف الأول 2019، ما زاد من تراكم المخزون، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. وبالنظر في تفاصيل ارتفاع واردات اليابان من النفط الخام بالرغم من أزمة نفط إيران واعتداءاتها على أمن ملاحة مضيق هرمز لاحظت «الرياض»، بتتبعها لبيانات واردات النفط الخام العالمية الإحصائية الشهرية لليابان، ارتفاع واردات اليابان الشهرية منذ تزايد التوترات عن فترات السلم السابقة، حيث بلغ إجمالي واردات اليابان العالمية في يونيو الماضي 8,3 ملايين برميل في اليوم مقابل واردات يونيو 2018 التي بلغت 7,2 ملايين برميل في اليوم أي بزيادة 1,1 مليون برميل في اليوم رغم الاضطرابات الحالية بحرب الناقلات الذي يشنه الحرس الثوري الإيراني في أنحاء الخليج العربي والذي تمثل ملاحته سلة أمن الطاقة للعالم أجمع. كما ارتفعت واردات اليابان النفطية من الشرق الأوسط لتصل إلى 7,3 ملايين برميل في يونيو 2019 مقابل 6,3 ملايين برميل في اليوم في يونيو 2018، أي بزيادة مليون برميل في اليوم، فيما حافظت اليابان على حجم وارداتها تقريباً من المملكة التي بلغت 2,8 مليون برميل في اليوم في نفس الفترة توزعت بين أنواع الخام الذي تنتجه أرامكو شملت طاقة 1,2 مليون برميل من النفط العربي الخفيف، و455 ألف برميل من النفط العربي الثقيل، و94,3 ألف برميل من النفط العربي المتوسط و1,03 مليون برميل من النفط العربي الخفيف جداً، و1298 برميلا من النفط العربي الخفيف الممتاز. في وقت يمثل مضيق هرمز أهم نافذة استراتيجية للنفط العالمي، خاصة بالنسبة للمستوردين الآسيويين للطاقة، في ظل تدفق حوالي 18 مليون برميل من النفط يومياً عبر نقطة الاختناق هذه الواردة من السعودية والإمارات ودول أخرى إلى الصينواليابانوالهند وغيرهم من العملاء الآسيويين الذين تعتمد بلدانهم كثيراً على الإمدادات السعودية الموثوقة الآمنة التي يحاول زعزعتها النظام الإرهابي الإيراني بشتى الطرق المدمرة. إلا أن وكالة الطاقة الدولية تطمئن المنتجين بتوقعها زيادة في الطلب على أساس سنوي قدرها 1.8 مليون برميل في اليوم في النصف الثاني من هذا العام بعد نمو ضعيف بشكل استثنائي في النصف الأول وبشكل ملحوظ في الهند والمملكة العربية السعودية، كما خفضت تقديراتها لنمو المعروض من خارج أوبك في العام 2020 إلى 2.1 مليون برميل في اليوم، من 2.3 مليون برميل في اليوم في تقرير الشهر الماضي. المملكة خفضت إمداداتها النفطية بأكثر مما التزمت به