تشكل التوترات الجيوسياسية المتطورة التي يقودها الإرهاب الإيراني قلقاً على أمن سوق النفط العالمي في ظل الهجمات الإيرانية المتكررة على أعمال وتجارة النفط الخام في الخليج العربي وتهديداتها المتأصلة للنيل من أمن إمدادات مضيق هرمز في وقت اتحد العالم أجمع بقيادة الولاياتالمتحدة لشل الصادرات الإيرانية للنفط الخام والمنتجات البترولية المكررة والمعدنية وغيرها من الموارد التي تدعم الاقتصاد الإرهابي على أمل استفاقة النظام الإيراني من سوء تدابيره المدمرة التي تستهدف العصف بأمن الطاقة العالمي. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول على إثر الهجمات الإيرانية الأخيرة على الناقلات البريطانية: إن الوكالة الدولية للطاقة قلقة بشكل كبير من التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك مضيق هرمز، وذلك بالرغم من الإمدادات الجيدة الحالية لأسواق النفط، ومن غير المرجح أن تشهد زيادات هائلة في الأسعار في الوقت الحالي، مضيفا على هامش مؤتمر صناعي في نيودلهي «في الوقت الحالي لدينا الكثير من النفط في السوق ولا نتوقع زيادات كبيرة في الأسعار.. في وقت يجب أن يتذكر العالم أن حوالي 30 % من النفط الخام في العالم يمر عبر مضيق هرمز الذي لم تعد مياهه آمنة ما يعني تهديدا خطيراً لثلث الإمدادات العالمية للنفط الخام». وأشار إلى الكميات الكبيرة من النفط التي تأتي من الولاياتالمتحدة بطاقة 1.8 مليون برميل يوميا، بالإضافة إلى النفط من العراق والبرازيل وليبيا، لافتاً للتوترات السياسية الخطيرة في أنحاء العالم، بما في ذلك التوتر في أهم المضائق البحرية في العالم مضيق هرمز وهو أمر يهم وكالة الطاقة الدولية بشكل كبير، وقال: إن وكالة الطاقة الدولية تراقب عن كثب الهجمات وتداعياتها عن كثب وأنها مستعدة للعمل إذا لزم الأمر. وقال بيرول: إن وجود كميات كبيرة من الإمدادات لا يعني أن أمن النفط ليس مهمًا، وهذه الحادثة البالغة الأهمية تذكرنا جميعنا بمدى أهمية قضية أمان النفط، مبينا أن مضيق هرمز يمثل أهم نقطة خنق للنفط العالمي، خاصة بالنسبة للمستوردين الآسيويين للطاقة، في ظل تدفق حوالي 18 مليون برميل من النفط يومياً عبر نقطة الاختناق هذه الواردة من السعودية والإمارات ودول أخرى إلى الصين واليابان والهند وغيرهم من العملاء الآسيويين الذين تعتمد بلدانهم كثيراً على الإمدادات السعودية الموثوقة الآمنة التي يحاول زعزعتها النظام الإرهابي الإيراني بشتى الطرق الفاشلة المنقلبة ضده. وحول توقعات الطلب العالمي على النفط قال: «إذا رأينا السوق اليوم، فإننا نرى أن الطلب يتباطأ بشكل كبير بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي هذا العام مقارنة بالعام السابق»، وقدمت وكالة الطاقة نوعاً من الاطمئنان في أحدث تقرير لها عن سوق النفط في 12 يوليو، حيث توقعت زيادة في الطلب بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من العام 2019 بعد نمو ضعيف بشكل استثنائي في النصف الأول بشكل ملحوظ في الهند والمملكة العربية السعودية، وقال: «نتوقع أن يستمر الطلب الهندي على النفط في الزيادة ولذلك من المهم للغاية بالنسبة للهند زيادة الإنتاج المحلي حيث يمثل استيراد النفط والغاز للهند تحديًا كبيرًا». وظلت العقود الآجلة للنفط الخام أعلى بأكثر من 1 % في تجارة آسيا بعد تقارير تفيد بأن طائرة إيرانية بدون طيار قد أسقطتها سفينة تابعة للبحرية الأميركية، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر سبتمبر بمقدار 95 سنتا للبرميل عند 62.88 دولارا للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الحلو الخفيف في بورصة نايمكس لشهر أغسطس 58 سنتا للبرميل عند 55.88 دولارا للبرميل.