منذ أن وطئت قدم إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - هذا المكان العظيم، البيت الحرام، مكةالمكرمة، والناس تأتي من كل بقاع الدنيا للوصول إليه طاعة لله سبحانه وتعالى، فهو أعظم مكان على وجه الأرض، ومن حكمته سبحانه أن جعل رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - تبدأ من هذا المكان العظيم لتكون نوراً مشعاً. إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - تبذل جهودا كبيرة من كل الأجهزة المعنية والجهات ذات العلاقة بشؤون الحج والحجيج، التي سخّرت وتسخّر كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية، منذ وقت مبكر، في التجهيزات والإعدادات، وفق خطط زمنية محكمة ومدروسة، لتسيير أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب، ولم تتوان المملكة في أي أمر من الأمور - كبر أو صغر - إلا بذلته في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام، حرصا على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، ليؤدوا فريضة الحج ومناسك العمرة بيسر وسهولة. إن تكلفة مشروعات الحرمين تعد الأعلى تكلفة في العالم على مستوى تكلفة المشروعات وعلى مستوى تكلفة المباني العملاقة، وكل ملك من ملوك هذه الدولة المباركة وضع له بصمة لخدمة الحرمين الشريفين نراها من خلال المشروعات الجبارة حتى أصبحت رمزا معماريا وشاهدا على التميز، كل هذه المشروعات أتت لخدمة الإسلام والمسلمين وابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى لخدمة المسلمين. فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بضيوف كرام.. خدمتهم طاعة للرحمن، وخدمتهم فوز ورضوان، وهنيئًا لنا إذ أكرمنا الله وشرّفنا بهذا المنصب الجليل، ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء هذه المهام على الوجه الذي يرضيه سبحانه، ونسأله جل في علاه أن يعين كل القائمين على خدمة ضيوف الرحمن، وأن يمدّهم بتوفيقه، وخصوصًا حامل راية هذه المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان.. مع الدعاء أيضًا لكافة العاملين من جميع الجهات في خدمة الحجاج، وأن يجزي الجميع خير الجزاء، ويجزل لهم المثوبة وأن يجعل حج هذا العام حجًا طيبًا مباركًا آمنًا مطمئنًا، ويتقبل من الحجاج حجهم، ويعيدهم إلى أوطانهم بعد أداء مناسكهم سالمين غانمين، بالخيرات محملين.. اللهم احفظ بلادنا وأدم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء.