لم يعهد المشجع الشبابي أن يطول غياب فريقه عن منصات الذهب خلال العقدين الماضيين، إذ ظل "الليث" صديقاً دائماً للبطولات، ويكاد لا يمر موسم أو موسمين دون أن يضع بصمته ويتوج ببطولة، لكن الابتعاد طال هذه المرة، فآخر لقب توج به الشباب هو كأس السوبر 2014، أي أن "شيخ الأندية" أكمل أربعة مواسم دون أن يحقق أي بطولة، ليس كذلك فحسب، بل انه فقد بريقه، وأضاع جزءا كبيرا من هيبته التي كان يتميز بها في الأعوام الماضية، ويهزم بها خصومه أحياناً وبدون شك أن العودة لن تكون سهلة، بسبب الأخطاء الفنية والادارية والمالية التي تراكمت طوال الفترة السابقة، لكن بالنهاية سيعود "الليث" بطلاً، لأن من له ماضٍ حتماً سيعود. وجاءت عودة خالد البلطان للرئاسة بمثابة البطولة للشبابيين، لأنهم يعرفون جيداً أن هذه العودة سيتبعها عمل كبير من شأنه أن يعيد "شيخ الأندية" لموقعه الطبيعي منافساً على البطولات ومتوجاً بها، إذ ارتفع سقف الطموحات، وهو حق مشروع وآمر طبيعي لا سيما وأن البلطان قاد الفريق للتتويج بثماني بطولات، ويعتبر واحد من أفضل رؤوساء الأندية، ويعرف جيداً من أين تؤكل الكتف، باتفاق أغلب المهتمين بشأن رياضتنا، بدليل انهم طالبوا به قائداً للكرة السعودية من خلال رئاسة اتحاد القدم. لكن البلطان يحتاج إلى وقت وصبر من الشبابيين حتى يكمل مشروعه الذي اعلن عنه، وعنونه بالتوازن والمنافسة وتحقيق البطولات، ووضع له جدول زمني يمتد لثلاثة مواسم، انقضى الأول بالتوازن فعلاً، وتبقى موسمين، بعدها من حق الجماهير ان تحاسبه على عمله ووعوده. ويجب أن تكون ثقة الشبابيين في رئيسهم كبيرة، فالماضي الجميل يشفع له بذلك، كما أن الخطوات التي خطاها تبشر بالخير، بعضها سيحصد الفريق ثمارها قريباً، والأخرى على المدى البعيد، من حق الجماهير ان تنتقد، لكن في النهاية لا يمكن أن تدير النادي، أو تمارس ضغوطا على الإدارة، وبرأيي أي مسؤول يرضخ لمطالبات الجماهير ويتأثر بها لن ينجح، لأنه سينشغل بهم وبمطالباتهم عن عمله، وقد يغير خططه التي لم يعتمدها إلا بعد دراسات واستشارات بأخرى عاطفية، صحيح أن هنالك نقد صادق ومفيد ومن الضروري أخذه بعين الاعتبار، لكن الإدارة الناجحة والواثقة من عملها وحدها القادرة على التمييز.