حلة إيمانية تعود بالمسلم إلى البداية، وكأنه يُولد من جديد، رحلة على خُطى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على دربه من المسلمين، إنَّها صورة للحياة المثالية تلك الحياة الخالية من الأفكار التي صنعتها غواية الشيطان، وهوى النفس، حياة أُخرى بعيدة عن شهوات الدنيا، ومصالحها، الهدف فيها واحد هو الفوز برضا الخالق، والعودة من جديد إلى ما قبل الذنب، والخطيئة هناك تبدأ حياة جديدة تُتْرَك فيها كل نزوات النفس، وشهواتها تتحد الجموع فيها على كل فضيلة؛ لأجل هدف سامٍ تنتهي معه كل أهداف الدنيا، (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِله). تتغير الأحوال في هذه المشاعر المُلهِبة للمشاعر، وتصبح الحياة مُحملة بالمحبة، والتسامح، والتواضع، وكأن العقل يعود إلى رشده، ويعرف الإنسان حقيقة وجوده في هذه الدنيا، حتى اللباس يُنزع، ويلبس لباس يناسب طبيعة هذه الحياة المُتصلة بالخالق، والتي تذوب فيها كل فروقات الخلق، ومزياهم الدنيوية. يتحرك الجميع في هذه المشاعر طلبًا لقبول هذه الشعيرة العظيمة، يتنقلون من مشعر إلى مشعر وقلوبهم ترجو رضا الله، وعفوه، وكل أمنياتهم أن يعودوا طاهرين ليتركوا خلفهم الخطايا، والذنوب بلا رجعة، ويفتحوا صفحة جديدة مع الخالق الذي يعطي الفرص تلو الفرص للعودة إليه وما أعظم هذه الفرصة إنَّها رحلة إيمانية، وروحانية، وإنسانية عظيمة يجب أن يتجاوز كل مسلم سار في ركبها عوائق قبول هذه الشعيرة العظيمة، وما يخل بها وعليه أن يخرج من ظلمة المعصية، وينطلق من قيود الطائفية، والعنصرية، ويحرر عقله من الأدلجة الحزبية، والشعارات السياسية، فما أحقر من يقطع المسافات، ويأتي لهذا المكان الطاهر بأهدافٍ دنيوية مشبوهة!. والأحقر منه من يستغل هذا التجمع الإيماني الكبير، ويوظف إعلامه توظيفًا بائسًا في محاولة للتقليل من جهود هذه الدولة المباركة وما أعظمها من دولة التي من نشأتها إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وهي تتحمل المسؤولية وتُسَيِّر هذه الحشود في زمن محدد، ومكان محدود، وحركة مستمرة بكل يسر، وسهولة تحفهم الطمأنينة، وينقلهم الانضباط؛ ومسكين هذا الإعلام المُغْرِض الذي يقوم عليه ضعاف نفوس لم تردعهم حتى المناسبات الإيمانية العظيمة التي تهدأ فيها النفس، وتستشعر إنسانيتها؛ بل إن هذه النفوس المريضة تنتظر هذه المناسبات الكبيرة للنيل من دولتنا، وقيادتها إن هؤلاء المساكين الذين يحاولون أن يشوهوا وجه الحقيقية نقول لهم موتوا بغيظكم -ولله الحمد- الجهود واضحة للعيان، والإنجازات مُبْهِرة، وسينقلها إعلامنا، وكل إعلام حر شريف، ولن تستطيعوا أن تحجبوا الشمس بغربال.