تسبق الأحداث في السعودية أي فكرة. كل كاتب يعيش مأزق البحث عن طريقة حديثة للكتابة عن التغييرات، الأغلبية يفشلون وأنا منهم؛ لأن ما يحدث أسرع من أي شيء. ولا تهم الأفكار المكتوبة طالما الأفعال نراها على الأرض، إنها أصدق الجمل وأوثقها. الفكرة الدائمة، التي لا تقبل أن تنفك عن رأسي، والتي تقفز أولاً مع كل حدث أو قرار؛ هي أن الفزاعات الكبيرة تتلاشى، تذوب مع غياب الشمس، ولا تستيقظ اليوم التالي، لتحرس حقول التخويف.. تموت للأبد بلا أي مرض! لا تعرف الفزاعة سبب تسمرها، ولا الطريقة التي ولدت بها ولماذا، كل ما تدركه أنه يجب أن تبقى مستيقظة حتى في الليل. لا يهمها أن تكون الطيور نائمة، أو لن تهتدي إلى الحقل؛ لأن المهمة التي خلقت من أجلها توجب عليها الاستعداد الكامل، زرع الخوف الكبير. المشكلة الرئيسة أن الطيور اعتادت على ثبات الفزاعة، حتى آمنت بأنها رجل، يقف يحمي البذور من جوعها، وتصالحت مع الفكرة واقتنعت بها. ومع ذلك، مهما صمدت الفزاعة، تأتي رياح أقوى منها، أو تحرقها الشمس تدريجيًا، وتموت الكذبة. في الوقت نفسه، أفنت الفزاعة عمرها كاملة وهي تعتقد أنها إنسان، قادر على الصمود والدفاع والحماية، وقضت الطيور عمرها تدعم هذه الفكرة.. حاولت بعض الطيور العبث مع شال الفزاعة ورأسه، وأرهبتها طيور أخرى. قد لا تعود الطيور مجددًا إلى الحقل، لكن الفزاعات - باختلاف أعمارها وأشكالها - لا تبقى! في الوقت نفسه، حتى مع انتهاء عمر الفزاعة، يجب التفرقة بين فزاعة الخير وفزاعة الشر. صنع الأولون فزاعاتهم لإخافة الطير لا لقتله، وهدفهم النفع لا الإضرار.. أما فزاعات الحاضر؛ فهدفها التدمير وسرقة الأعمار، وأكثر من كل هذا الجنون. الأكيد أنها ماتت للأبد، والحقول احترقت. والسلام..