تشير بعض الإحصائيات العالمية إلى أن حوالي ثلث طُلاب الجامعات يتعرضون لسوء تعامل في طفولتهم، وهو ما يرتبط بحدوث مشاكل نفسية واضطرابات عاطفية لاحقاً. وبناءً على ذلك، فقد عكفت مجموعة من الباحثين من جامعة شمال كولورادو الأمريكية على تحري آثار سوء المعاملة أو الاضطهاد في مرحلة الطفولة على التحصيل الجامعي لاحقاً. اشتملت الدراسة على 369 طالباً في المرحلة الجامعية، طلب منهم الباحثون الإجابة عن استبيان حول تعرضهم لسوء المعاملة أو العنف في مرحلة الطفولة، ثم جرى توزيعهم في مجموعات بناءً على إجابتهم تلك. كما قام الباحثون بجمع معلومات تفصيلية عن نتائج السنوات الدراسية ومعدلات درجاتها. وجد الباحثون ارتباطاً قوياً بين درجة سوء المعاملة في سنوات الطفولة وعدوانية الطالب، ومعدل درجاته، وتكيفه العاطفي والنفسي في الجامعة. وبحسب خبراء، فإن عدوانية الطالب وسوء تكيفه في الوسط الجامعي قد تفسران سوء تحصيله العلمي، وأن سوء التحصيل العلمي قد يُقلل من احترام الطالب لذاته، مما يزيد بدوره من عدوانيته واضطرابه العاطفي، وبالتالي الدخول في حلقة مفرغة من الأسباب والنتائج. ويؤكد الباحثون على ضرورة التعامل مع حالات سوء التعامل أو الاضطهاد في مهدها، ويكون ذلك من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المضطهدين، وكسر حلقة الاضطهاد التي تؤدي إلى عواقب سيئة في المستقبل.