تقلصت الإمدادات العالمية لعدة منتجات للكيميائيات الأساسية للأسواق التركية وعملائها والتي بدأت تشهد عموم وارداتها انحساراً على إثر تزايد تردي الأوضاع الاقتصادية التركية، وعدم موثوقية سوقها في ظل تهديدات العقوبات الاقتصادية الأميركية الحازمة المرتقبة ضد تركيا والتي من المرجح أن تعصف بالاقتصاد التركي المنهار أساساً حيث تضيق واشنطن الخناق الاقتصادي والسياسي على أنقرة لسوء صنيعها ونواياها في صفقة الصواريخ الروسية منظومة «إس-400» المشبوهة وتعنت تركيا لاستكمالها رغم تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي هدد بإمكانية فرض ما لا يقل عن خمس عقوبات تمس عمق الاقتصاد والدخل التركي. في وقت تتكالب نكبات أخرى على تركيا البلد الذي يعاني نظامه انفصاماً وتخبطاً نابذاً سبل مداواته لتتفتح أمامه عدة جبهات أخرى أكبر تعقيداً بعد أن صادق الاتحاد الأوروبي منتصف يوليو على فرض عقوبات على تركيا بسبب «التنقيب غير القانوني» في المياه الإقليمية لدولة في الاتحاد الأوروبي، هذا بخلاف ما تحضره بريطانيا من تدابير لن تكون في صالح الاقتصاد والسياسة الإيرانية في ظل عدم إفراج النظام الإيراني عن الناقلة البريطانية التي احتجزها وطاقمها منذ 15 يوماً مع عدم السماح لأي من مالكي السفينة أو مسؤولين دوليين لمقابلة الطاقم وتفقد أحواله. وهبطت عنوة إجمالي واردات تركيا من المنتجات البتروكيميائية الأساسية بنحو 2,5 مليون طن خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2019، وفقاً لبيانات «كيم أوربس»، حيث هبط الرقم المسجل للستة أشهر الأولى من 2019 الذي بلغ بالضبط 2,422,000 طن لأدنى مستوى له منذ 2016 حينما بلغ إجمالي الواردات 2,368,000 طن لنفس الفترة، كما انخفض حجم الخامات في النصف الأول من العام بنسبة 7.5 % مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام 2018. وأدت الأزمات الاقتصادية في البلاد إلى زيادة الحذر في أنشطة الشراء في حين أدت قيود السيولة المالية أيضًا إلى إبقاء أنشطة إعادة ملء المخازن تحت السيطرة، وانتشرت حالة الركود للأنشطة في بعض الأسواق النهائية التركية بما في ذلك أكياس التعبئة وأكياس التسوق والتي تشهد امتناع المشترين عن المشاركة بالكميات المعتادة، وقد شهدت واردات البولي بروبلين انخفاضاً لأدنى مستوى منذ عامين حيث استوردت تركيا حوالي 846,000 طن في النصف الأول من 2019، بانخفاض طفيف بنحو 1 % على أساس سنوي، وكان هذا الرقم هو الأدنى منذ العام 2017 عندما بلغت إجمالي واردات البلاد أقل قليلاً من 800,000 طن خلال هذه الفترة. ولوحظت حالة مماثلة في واردات أنواع أخرى للبولي بروبلين حيث بلغ حجمها 153,000 طن، وهو أدنى رقم منذ العام 2017، كما انخفضت الواردات بنسبة 5.5 % عن النصف الأول من 2018، حيث انخفضت واردات منتج البولي فينيل كلورايد بالنصف الأول لأدنى مستوى منذ عقد بنسبة 20 % على أساس سنوي عند 302,000 طن في أول ستة أشهر من العام، وهو أدنى حجم منذ العشرة سنوات الأخيرة لهذه الفترة، في وقت استوردت تركيا نحو 248,000 طن من البولي فينيل كلورايد في النصف الأول من العام 2009. وانخفضت واردات البولي إيثيلين منخفض الكثافة إلى أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات في النصف الأول من 2019 حيث هبطت الكميات دون 140 ألف طن وانخفض الرقم بأكثر من 10 % مقارنة بالنصف الأول من العام 2018، وأشارت واردات البولي إيثيلين منخفض الكثافة في النصف الأول إلى أدنى مستوى لها منذ تسع سنوات حيث بلغت 280,000 طن خلال هذه الفترة منخفضة بنسبة 17 % تقريبًا مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام الماضي. وبطريقة أو بأخرى شكلت واردات البولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي في النصف الأول استثناءً حيث ارتفعت بشكل هامشي بنسبة 1 % عن النصف الأول من العام 2018 لتُسجل أكبر زيادة منذ أن بدأ موقع «كيم أوربس» الاحتفاظ بالبيانات، وعلى العكس من ذلك انخفضت واردات البولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي بنسبة 30 % إلى 23,000 طن في النصف الأول من 2019 على أساس سنوي. وتأتي هذه الظروف غير المواتية للكيميائيات التركية المنحصرة وبالأخص للإيثيلين ومشتقاته والتي تشكل العصب في الصناعة الكيميائية، في وقت تخطط شركة «سابك» لرفع إجمالي طاقتها للإيثيلين في مجمعاتها الضخمة في المملكة وخارجها من نحو 13 مليون طن متري سنوياً حالياً بالمرتبة الثانية عالمياً إلى نحو 15 مليون طن متري سنوياً لتنافس بقوة للهيمنة بصدارة المنتجين في العالم حيث يضيف مجمع «سابك» و»إكسون موبيل» في تكساس وحدة لتكسير الإيثان بتقنيات خاص لإنتاج طاقة 1.8 مليون طن سنوياً من الإيثيلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم، في وقت نجحت «سابك» أخيراً بحصولها على جميع الموافقات النظامية اللازمة بما فيها التصاريح البيئية لإقامة مشروع مشترك للصناعات البتروكيميائية مع شركة إكسون موبيل على ساحل الخليج الأميركي في صفقة تقدر تكلفتها الإجمالية 27.4 مليار ريال (7.3 مليارات دولار). ويدعم هذا المشروع المتوقع بدء أعمال بنائه في العام 2019 واكتماله بحلول 2021 مساعي «سابك» للسيطرة على أكبر حصص السوق العالمي في ظل طاقتها الإنتاجية الهائلة التي تتوزع بين مصانعها في المملكة بحوالي 11 مليون طن متري سنوياً في شركاتها التابعة بالجبيل وينبع، بخلاف طاقات مشروعاتها الخارجية بأكثر من مليوني طن متري سنوياً في الصين والمملكة المتحدة وهولندا. المملكة تسعى للمرتبة الأولى عالمياً في صناعة الإيثيلين