تسببت وفرة المعروض وتزايد المخاوف بشأن الحرب التجارية الأميركية الصينية التي طال أمدها، القائمة بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط الخام في تجدد انخفاضات الأسعار لخامات البولي إيثيلين في الصين، حيث هوت أسعار الاستيراد هذا الأسبوع لأقل مستويات شهدتها منذ ربيع عام 2009، كما اتبعت أسعار خامة منخفض الكثافة الخطي في جنوب شرق آسيا الاتجاه نفسه، وقد انخفضت عروض الاستيراد بنحو 10% من بداية مايو في الصين. وأخذت أسواق الاستيراد الصينية في التراجع بشكل مستمر منذ شهر مارس وحتى ديسمبر العام الماضي، وابتداءً من أواخر 2018 حتى شهر مايو الماضي 2019 اتبعت عروض الاستيراد لخامات البولي إيثيلين بكافة درجاته منخفض الكثافة، والمنخفض الخطي، ومرتفع الكثافة، والمرتفع الخطي، نبرة مستقرة إلى مرتفعة قليلاً دون أن تعوض الخسائر التي سجلتها في النصف الثاني من العام الماضي. ومنذ بداية مايو الماضي، خسرت أسعار استيراد البولي إيثيلين حوالي 10% من قيمتها حسب المتوسط الأسبوعي لمؤشر أسعار "كيم أوربس"؛ ومع ذلك، بلغ حجم الخسائر الإجمالية نسبة تتراوح بين 25-30% مقارنة بشهر مارس لعام 2018 الذي شهد نبرة منخفضة لأول مرة. وسجلت أسعار واردات البولي إيثيلين مرتفع الكثافة لدرجة الفيلم والنفخ من المملكة خصومات تتراوح بين 30-40 دولاراً للطن هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع السابق لتنخفض تحت عتبة ال1000 دولار للطن لأول مرة منذ شهر يوليو 2010. فيما شهدت أسعار منخفض الكثافة الخطي في جنوب شرق آسيا أقل أرقام منذ ما يزيد عن 10 أعوام. واقتداء بانخفاض الأسعار في الصين، أوضحت البيانات الصادرة عن مؤشر أسعار "كيم أوربس" أن المتوسط الأسبوعي لأسعار واردات منخفض الكثافة الخطي لدرجة الفيلم وصلت لأقل مستوياتها منذ شهر مارس لعام 2009 في جنوب شرق آسيا، وقد شهدت عروض المنتج انخفاضات أكبر من باقي منتجات البولي إيثيلين في جميع أنحاء المنطقة. في حين مثلت عروض البولي إيثيلين الهندي حاجزاً تنافسياً في الصينوجنوب شرق آسيا حيث ظهرت أسعار الهند بمستويات تنافسية هذا الأسبوع؛ وسجلت أسعار منخفض الكثافة الخطي للشحنات الهندية مستويات منخفضة عند 890 دولاراً للطن تخليص موانئ الصين وفيتنام، لتشكل الحد الأدنى من أسواق الواردات. وفي غضون ذلك، قال أحد التجار "يتوخى المصنعون الحذر بشأن شراء شحنات جديدة لأن اليوان الصيني ما زال ينخفض أمام الدولار الأميركي، كما أن طلبات المنتجات النهائية محدودة بسبب تصاعد التوترات التجارية؛ وفي الوقت نفسه تعتبر عروض منخفض الكثافة الخطي درجة الفيلم، ومرتفع الكثافة درجة الحقن تنافسية بشكل خاص". والملاحظ أنه عندما شهدت أسعار البولي إيثيلين هذه المستويات من قبل في عام 2009، كانت أسعار النفط الخام الآجلة تتراوح بين 35-40 دولاراً للبرميل بعد أزمة 2008 مباشرة، التي نتجت في البداية عن تصاعد الديون في أسواق الرهن العقاري بالولاياتالمتحدة ومن ثم تحول إلى أزمة مصرفية دولية وتبعها ركود اقتصادي على المستوى العالمي. إلا إن الانخفاضات الأخيرة في أسعار النفط نتجت في الغالب عن زيادة حجم المعروض وتراجع الطلب بعد الحرب التجارية التي اندلعت العام الماضي بين الولاياتالمتحدةوالصين. وبالنظر إلى الشكوك الناجمة عن النزاع التجاري الأميركي الصيني الطويل والطاقات الإنتاجية التي ستضاف في جميع أنحاء العالم تزامناً مع تباطئ الاقتصاد، يتوخى بعض أطراف السوق حذرهم على المدى المتوسط فيما يشعر الآخرون أن أسعار البولي إيثيلين قد تأخذ فترة راحة من المستويات المنخفضة التي سجلتها في الآونة الأخيرة. يشار إلى أن المملكة تعد أكبر منتج للبولي إيثيلين بالشرق الأوسط بطاقات أكثر من 10 ملايين طن متري سنوياً باستثمارات تفوق 50 مليار ريال تتمركز في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورابغ، فيما تعد عملاقة البتروكيميائيات في العالم "سابك" ثالث أكبر منتج بالعالم بطاقة أكثر من ثمانية ملايين طن متري سنوياً تنتجها في شركاتها التابعة كيميا، وبتروكيميا، وشرق، والمتحدة، وينبت، وينساب وكيان السعودية.