أنعشت هدنة حرب التعرفة الجمركية الأمريكيةالصينية التجارة المتمثلة في الاتفاق حول منع تطبيق المزيد من الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، الأسواق الصينية المحلية للمنتجات البتروكيميائية، ونتج عنها ارتفاع العقود الآجلة في بورصة "داليان" ومجمع الطاقة. واستجابت أسواق البولي بروبلين والبولي إيثيلين والبولي فينيل كلورايد في الصين محققة مكاسب في الأسعار بعد شهرين من الانخفاضات المستمرة. وتحسنت نبرة الأسعار في أسواق البولي أوليفين المحلية بشكل حذر هذا الأسبوع، حيث أظهرت الأسعار ارتدادًا بعد قرابة شهرين من الخسائر الثابتة، وأسهمت هذه الهدنة في ثبات أسعار العقود الآجلة، حيث سجلت عقود البولي بروبلين والبولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي في 3-4 ديسمبر زيادة إجمالية في سوق داليان للسلع قدرها 556 يوان للطن (81 دولار للطن) و 70 يوان للطن (10 دولار للطن) على التوالي. وأعلن المتداولون في السوق الصيني عن ارتياحهم لما توصل إليه قادة البلدين إلى توافق في الآراء على استمرارية المحادثات التجارية والاتفاق بعدم فرض أي رسوم إضافية على الأقل في الوقت الراهن، حينما قال البيت الأبيض أن الرئيس ترمب وافق ابتداء من أول يناير 2019 على ترك التعريفات على منتجات بقيمة 200 مليار دولار بمعدل 10 % وعدم رفعها إلى 25 % في هذا الوقت. في حين وافقت بكين من جانبها على شراء كميات كبيرة للغاية من المنتجات الزراعية والطاقة والمنتجات الصناعية الأميريكية وذلك من أجل الحد من اختلال التوازن التجاري بين البلدين والذي يقدر بحوالي 375 مليار دولار في العام الماضي. وقال المتداولون الصينيون لقد دعمت أسعار العقود الآجلة المرتفعة اتجاه السوق وأدت إلى تحقيق مكاسب في الأسواق المحلية بعد فترة غير قصيرة من الجفاف، حيث كان انتعاش الخام الأخير له دور أيضا في تحسين نبرة السوق. وشدد المشاركون أيضا على تأثير الانتعاش الأخير في مجمع الطاقة على الأسواق حيث عاد خام غرب تكساس الوسيط على مؤشر نايمكس إلى مستوى 52 دولارا للبرميل هذا الأسبوع، في الوقت الذي سجل فيه أدنى مستوى له منذ أكثر من عام 50 دولارا للبرميل قبل أسبوع واحد فقط بعد سلسلة من الانخفاضات يرجع ذروتها إلى أوائل شهر أكتوبر. وعلق أحد البائعين بأنهم لا يزالون يتوخون الحذر بشأن مشترياتهم ولكن نبرة السوق تتعافى هذا الأسبوع تماشياً مع المكاسب الأخيرة في عقود النفط الخام الآجلة، وقد سمعوا أن إجمالي معروض البولي أوليفين في الصين انخفض مما قد يساعد أيضًا على ارتفاع الأسعار. فيما ارتفعت بالفعل أسعار البولي فينيل كلورايد في الصين وخاصة المصنع من الإيثيلين والأسيتلين والتي أغلقت في نوفمبر مع زيادات طفيفة، إلا أن تأثير الهدنة التي مدتها 90 يومًا قد وفرت مزيدًا من الدعم للسوق. بالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن تتخذ الحكومة سياسات أكثر صرامة في أعقاب الانفجار الذي وقع في منشأة شينقوا للبولي فينيل كلورايد والذي قد ينتج عنه اضطرابات في كمية الإنتاج. وشهدت العقود الآجلة للبولي فينيل كلورايد في بورصة داليان للسلع زيادة إجمالية قدرها 145 يوان للطن (21 دولارا للطن) في 3-4 ديسمبر. وعلق متداول صيني بارز بقوله أن الأسعار المحلية شهدت زيادات هذا الأسبوع في ظل ارتفاع الأسعار الآجلة وزيادة أسعار النفط الخام في أعقاب النتائج الإيجابية لقمة مجموعة العشرين. في حين شكك بعض المشاركين في السوق حول استدامة هذا الانتعاش الأخير، خاصة بالنسبة لخامات البولي بروبلين والبولي إيثيلين باعتقادهم أن التأثير الإيجابي للهدنة لن يدوم سوى لفترة قصيرة لاسيما وأن جانب الطلب ليس قويًا بما يكفي لدعم المزيد من المكاسب. وتأتي التطورات الإيجابية في الأسواق الصينية للبولي فينيل كلورايد في وقت بدأت مصانع البتروكيميائيات السعودية تفرض منافسة عالمية في صناعة وتسويق المنتج بطاقات تقدر بنحو 600 ألف طن متري سنوياً يتزعم إنتاجها شركة "سابك" التي نجحت بتطوير سلسلة إمداداتها العالمية وتعكف على النهوض بتطوير عملياتها الإنتاجية والتسويقية بما ينسجم مع التحول الوطني 2020، حيث تمضي "سابك" لزيادة حصصها التسويقية الإقليمية لهذا المنتج في ظل توقعات تقارير إقليمية تشير إلى تجاوز سوق البولي فينيل كلورايد في المملكة مبلغ 3.3 مليارات ريال بحلول عام 2020. ونجحت "سابك" في تأمين الاحتياج المحلي لمصانع البلاستيك التحويلية من منتج البولي فينيل كلورايد في ظل طفرة مشروعات قطاع البناء والإنشاءات وقطاع تطوير البنية التحتية في المملكة الذي يقوده المنتج لدخوله في صناعة مواد تلك القطاعات إضافة إلى تصنيع قطع الغيار ومكونات السيارات والتطبيقات البلاستيكية والاستخدامات الطبية والتي تشهد سوق كبيرة مفتوحة على المستوى العالمي حيث يستخدم 90 % من الإنتاج العالمي لتصنيع العديد من أنوع السلع المختلفة، في ظل الاستهلاك العالمي المتزايد للمنتج والذي تجاوز 70 مليون طن عام 2017.