على الرغم من بريق مهنة المحاماة، ودور المحامي المهم في الحياة، إلا أن المحامين في المملكة يبدؤون حياتهم المهنية بتجربة قد تكون هي الأسوأ في مشوارهم الوظيفي، وذلك من خلال فترة تدريب إجبارية في مكاتب محاماة قائمة، تجربة يشوبها كثير من الشوائب، فرغم كونهم محامين متدربين، إلا أن كثيراً من مكاتب المحاماة تنظر إلى أولئك الشبان المتدربين على أنهم مجرد طلاب تخرجوا حديثاً، وليسوا جديرين بتولي قضايا، ولا الترافع عن عملاء المكتب، الأمر الذي يجعل أولئك المحامين الشبان مجرد موظفين مهمشين يتقاضون رواتب لا تتجاوز الأربعة آلاف ريال، ويقومون بمهام توصيل الطرود والرسائل من وإلى المكتب، الأمر الذي يجعل التساؤل حول استراتيجية تدريب المحامين مطروحاً في ظل هيئة وليدة للمحامين. وفي هذا الصدد أكد المحامي والمستشار القانوني عبدالله الفلاج أن مكاتب المحاماة تنظر إلى مستوى وجدية المحامي المتدرب قبل منحه أي مهام في جانب التقاضي والترافع، وقال الفلاج لبرنامج "ضيف الرياض" الذي ينشر على حساب جريدة "الرياض" في تويتر: إن المتدرب هو موظف في مكتب المحاماة الذي يتدرب فيه، ويتقاضى مقابل ذلك أجراً، مما يتطلب منه المساهمة في عمل المكتب حسب إمكانات المتدرب وقدراته، وقال الفلاج: إن إعداد المحامين في تزايد، مشيراً إلى أن المحامين المتدربين المسجلين في وزارة العدل يبلغ 12 ألف متدرب، مشدداً على أن عدم وجود استراتيجية واضحة للتدريب جعل المتدرب تائهاً في مرحلة التدريب، وأشار الفلاج إلى أنه توجد حالات استغلال للمحامين المتدربين في بعض مكاتب المحاماة، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن المتدرب الكفء الذي يظهر جدية وتعاملاً يوحي برغبته في تطوير إمكاناته، سيجد الفرصة التي يسعى إليها لتطوير إمكاناته وصقل موهبته نحو بلورة مستقبله المهني.