فرضت الولاياتالمتحدة الأميركية عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في خطوة من المحتمل أن تضر بفرص المحادثات الدبلوماسية في وقت يشهد تصاعداً في التوتر بين البلدين. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي العام الماضي وشدد العقوبات على إيران للضغط على اقتصادها. وزادت حدة التوتر بين واشنطن وطهران في الأشهر الأخيرة بعد هجمات على ناقلات نفط في الخليج العربي اتهمت الولاياتالمتحدةإيران بتنفيذها وبعد إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة مما دفع واشنطن للإعداد لضربة جوية انتقامية تراجع ترمب عنها في آخر وقت. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان: "جواد ظريف يطبق أجندة الزعيم الأعلى الإيراني الهوجاء، وهو الناطق الرئيس باسم النظام في أنحاء العالم، والولاياتالمتحدة تبعث برسالة واضحة للنظام الإيراني بأن السلوك الذي انتهجه في الآونة الأخيرة غير مقبول بالمرة". وتجمد العقوبات على ظريف أي ممتلكات أو مصالح له في الولاياتالمتحدة. وقالت إدارة ترمب: إنها ستتخذ القرارات المتعلقة بما إن كانت ستمنح "ظريف" تأشيرات سفر، بما في ذلك تأشيرات لزيارة الأممالمتحدة، وفقاً لكل حدث على حدة، مما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال حضوره الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. وإذا حصل ظريف على هذه التأشيرة فسيتيح ذلك اتصالا مباشراً أو غير مباشر بينه وبين الولاياتالمتحدة خلال ذلك الاجتماع الذي يعقد في نيويورك ويحضره معظم زعماء العالم والذي كان موقع إجراء اتصالات أميركية إيرانية سابقة. وفي 24 يوليو فرض ترمب عقوبات استهدفت المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ومسؤولين إيرانيين كباراً آخرين. وقال منوتشين آنذاك: إن اسم ظريف سيكون مدرجاً في القائمة السوداء خلال ذلك الأسبوع، لكن تلك الخطوة لم تحدث بهذه السرعة. وذكرت رويترز في منتصف يوليو أن الإدارة قررت عدم فرض العقوبات عليه في ذلك التوقيت. من جهته قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء: إن إدارة ترمب ما زالت تسعى لحل دبلوماسي لكن وزارة الخارجية الإيرانية تروج لسياسات الزعيم الأعلى المزعزعة للاستقرار. وأضاف، السبيل الوحيد للتحرك للأمام هو اتفاق شامل يتعامل مع كل التهديدات التي تشكلها. وإلى حين حدوث هذا ستستمر حملتنا لفرض عزلة دبلوماسية وممارسة أقصى ضغوط اقتصادية. من ناحية أخرى، وعقب فرض عقوبات على وزير خارجية نظام الملالي جواد ظريف، قال رئيس اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين في تصريح صحافي: "ظريف والوزارة التابعة له، يلعبان دور المبرر للقمع والتنكيل وتسهيل تصدير الإرهاب ونشر الحروب، أكبر فخر له هو مصاحبته لحسن نصر الله وبشار الأسد وقاسم سليماني. يجب إدراج وزارة الخارجية للنظام مع بيت خامنئي وروحاني ووزارة المخابرات على قائمة الإرهاب". وأضاف: "ظريف وقاسم سليماني، القائد الإجرامي لفيلق القدس الإرهابي، ودور روحاني رئيس النظام الإيراني يشكل الوجه الثاني لعملة الولي الفقيه خامنئي وهم لا يتابعون أي هدف سوى استمرار حكم الملالي العامل الرئيس لنشر الحروب والأزمات في المنطقة". وأكد محدثين أن عهد ظريف وروحاني قد ولّى، حيث كانوا يستطيعون الاستعراض الفارغ للاعتدال المزيف والترويج له في ظل دعم سياسة المهادنة والاسترضاء لهم. وهذه هي ترجمة عملية لإرادة أبناء الشعب الإيراني الذين تعالت أصواتهم في انتفاضات العام 2018 بإسقاط النظام القمعي والإرهابي الحاكم برمته.