قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني عصر امس «الاربعاء» بزيارة التوأم السيامي البولندي «داريا وأولغا» بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للحرس الوطني بالرياض وذلك للاطمئنان على صحتهما بعد نجاح عملية الفصل التي اجريت لهما يوم الثلاثاء الماضي. وفور وصول سموه الى مقر المدينة الطبية كان في استقبال سموه معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع ومعالي الدكتور عبدالله الربيعة المدير التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني رئيس الفريق الطبي لعملية فصل التوأم وكبار المسؤولين بوزارة الصحة والشؤون الصحية بالحرس الوطني والسفير البولندي لدى المملكة وحرمه. عقب ذلك توجه سمو ولي العهد الى جناح العناية المركزة للأطفال حيث اطمأن سموه على صحة الطفلتين، معبراً سموه عن سعادته الكبيرة بنجاح العملية. وقال سموه في حديث للفريق الطبي الذي اجرى العملية «هذا الانجاز الطبي يضاف لمنجزاتنا الوطنية الكبيرة»، داعيا سموه الى بذل أقصى الامكانات الطبية المتوافرة بالمدينة لرعاية الطفلتين، والتأكيد على رسالة المملكة الانسانية. وأضاف سموه أثناء وقوفه داخل غرفة العناية المركزة، ومشاهدته الطفلتين، واحداهما تتناول الحليب والأخرى تمد يدها لسموه «شعوري في هذه اللحظة هو شعور كل مواطن سعودي يعتز بدينه، ويفتخر بوطنه، ويقدم رسالة الإسلام الانسانية للعالم». بعد ذلك توجه سموه في حديثه للممرضات السعوديات الموجودات في غرفة العناية وقال لهن «أنا فخور بكن عليكن الاستمرار في أداء واجبكن ورسالتكن الانسانية ولكم منا الدعم». بعد ذلك غادر سموه مقر العناية المركزة وهو يحمل «وردة صفراء» يشير بها الى الحضور لتمثل رمز المحبة والصفاء والانسانية التي دعا اليها الإسلام، لتمثل كما يريد سمو ولي العهد منهج المجتمع السعودي المحب للخير والانسانية، لتمثل أيضاً حب الآخر أيا كان جنسه ودينه، حبه لأنه إنسان نحترمه، ونعلي من شأنه، ونتحاور معه. تصريح سمو ولي العهد وفي نهاية الزيارة تحدث سمو ولي العهد للاعلاميين قائلاً: «ان هذه العملية تمثل انسانية الإسلام، وانسانية الشعب السعودي المتمسك بالعقيدة الإسلامية»، مؤكداً سموه في هذا الخصوص «اننا خدام للانسانية التي دعا إليها الإسلام، وخدام للشعب السعودي، وفوق هذا أو ذاك خدام لهذا الدين الذي لا نحيد عنه، ولن نحيد عن العقيدة الإسلامية». وأضاف سموه: «إن هذه العملية تعبّر أيضاً عن تقديرنا واحترامنا للشعب البولندي الصديق». وأشار سموه «لقد رأيت شيئاً اليوم يثلج القلب، وهو اني عندما شاهدت الطفلتين رأيتهما للمرة الأولى تأخذان الحليب، بحضوري، كما ان احدى الطفلتين مدت يدها إليّ، وصافحتها». وفي سؤال ل «الرياض» عن تقويم سموه للمنجزات الطبية التي تحققت بالمملكة مؤخرا لاسيما بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية قال سمو ولي العهد: «ما رأيته اليوم يعبر عن ذلك ويكفي». وأكد سموه ان شعوره عقب هذه الزيارة هو شعور المواطن السعودي الصادق الذي يخدم دينه ووطنه والانسانية جمعاء. بعد ذلك غادر سموه مقر المدينة بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. البيان الصحفي أصدرت الشؤون الصحية بالحرس الوطني يوم أمس البيان الصحفي عن حالة الطفلتين البولنديتين، فيما نصه: بعد 36 ساعة من عملية فصل التوأم السيامي البولندي داريا واولغا اللتين أجريت لهما عملية الفصل يوم الاثنين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، حيث كانتا ملتصقتين بمنطقة البطن والحوض والورك وكان هناك اشتراك بفتحة الشرج والمستقيم والتصاق بالمجرى البولي والتناسلي مع وجود أجهزة بولية وتناسلية مكتملة للتوأم داريا، اما بالنسبة للتوأم اولغا فلديها كلية واحدة مع اكتمال بقية الجهاز البولي والتناسلي، مع وجود التصاق كبير بالشريان الوتين (الأورطي) والوريد الأجوف السفلي، كما أن التوأم كانتا تشتركان بعظم الحوض العجزي وكذلك بقناة الحبل الشوكي السفلي. وقال معالي الدكتور عبدالله الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس الفريق الجراحي انه تم بحمد الله رفع أجهزة التنفس الصناعي وأنابيب المعدة والاكسجين عن التوأم وقد أفاقت اولغا وداريا وكل منهما باحثة عن الاخرى ومما يفرح الجميع وخاصة الفريق الجراحي انه والحمد لله شوهدت حركة الأطراف السفلية لكل من داريا واولغا مما يؤكد سلامة الأعصاب. وقد رفعت اولغا يدها لاختها داريا بعد الافاقة بحثا عنها واكد الدكتور عبدالله الربيعة انه تم تقريب التوأم وشدت كل منهما يد الاخرى وعلت وجه التوأم ابتسامة. كما اكد الدكتور الربيعة ان التوأم بدأتا بتناول الرضاعة بشكل طبيعي وان كافة المؤشرات الحيوية مستقرة، كذلك مكان الغرز التي على فتحات الجلد لا تحمل أي علامات للالتهاب أو مضاعفات اخرى.