تبدو ظاهرة التكاسل في العمل والإنتاج مؤرقةً لكثيرٍ من المنظمات، وقد كانت محل اهتمام كثيرٍ من علماء الإدارة، فتطرق لدراستها العلماء المتقدمون والمتأخرون، وكان منهم فريدريك تايلور الذي ابتكر فكرة "البونص" ليحفز على الإنتاج، إلا أن للعالم الألماني رنجلمان بعداً آخر في فهم ودراسة هذه الظاهرة. يطلق على هذه الظاهرة في الأدبيات الإنجليزية social loafing، وقد أرجع رنجلمان أسبابها إلى كثرة الأيدي العاملة التي تؤدي نفس العمل في نفس الوقت، ففي تجربة أجراها لشد الحبل قبل سبعين عاماً من الآن، وجد أن الجهد المبذول لشخص واحد يساوي 63 كلغم، وإن زاد العدد إلى ثلاثة أشخاص فإن الجهد سيقل إلى 53 كلغم للشخص الواحد، وإن زاد إلى ثمانية أشخاص فإن الجهد سيكون 31 كلغم للشخص الواحد، ولكن ما الذي يحدث مع نقص الجهد؟ إن نقص الجهد على الفرد مع تزايد عدد الأيدي يؤدي ببعض العاملين إلى حالة تسمى free riding أو الركوب المجاني، وهي تعني أن هؤلاء سيتكاسلون عن تأدية مهامهم في ظل وجود آخرين يؤدون نفس المهام، وهنا فإن نتائج دراسة رنجلمان تفيد المدراء بأن العدد الفائض من الموظفين في قسمٍ واحد قد يكون سلبياً، وبناءً عليه فإن تقدير حجم العمل بشكل دقيق وموضوعي مهم جداً لمعرفة العدد المطلوب لهذه المهام من الموارد البشرية، وهذا يعني أيضاً أن علاج ضعف الإنتاج يكمن -أحياناً- في إعادة توزيع الموظفين وتكليفهم بمهام مستقلة.