استدعى وزير الخارجية الياباني تارو كونو سفير كوريا الجنوبية أمس الجمعة ووجه له اللوم في خلاف دبلوماسي متأزم بشأن تقديم التعويض لكوريين عملوا بالسخرة في وقت الحرب، الأمر الذي يهدد الإمدادات العالمية لشرائح الذاكرة وشاشات العرض. واتخذ النزاع منحى مأساويا في وقت سابق أمس عندما أضرم كوري جنوبي النار في نفسه أمام السفارة اليابانية في سيئول في احتجاج على ما يبدو وتوفي في وقت لاحق متأثرا بجروحه. واستدعي السفير الكوري الجنوبي لليابان نام جوان-بيو للاجتماع مع وزير الخارجية الياباني بعد يوم من انقضاء مهلة حددتها طوكيو لسيئول لقبول تحكيم دولة ثالثة في النزاع على قضية العمالة بالسخرة. ورفضت كوريا الجنوبية تحكيم دولة ثالثة وقال كونو: إن على سيئول أن تتخذ إجراءات سريعة لتصحيح ما قالت اليابان إنه حكم غير صحيح أصدرته المحكمة العليا في كوريا الجنوبية العام الماضي بإلزام شركتين يابانيتين بتعويض العمال خلال فترة الحرب. وتقول اليابان: إن مسألة التعويض تمت تسويتها بموجب معاهدة أبرمت في العام 1965 وأسست للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية. وقال كونو في مستهل الاجتماع: «ما تقوم به حكومة كوريا الجنوبية الآن يصل إلى حد قلب النظام العالمي الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية». ورد نام بأن كوريا الجنوبية تعمل كل يوم لتهيئة الأجواء من أجل حسم الدعاوى القضائية بشكل يكون مقبولا للجانبين ولا يضر بالعلاقات الثنائية. ومن ناحية أخرى قال مسؤول في إدارة الإطفاء بسيئول: إن رجلا كوريا جنوبيا يبلغ من العمر 78 عاما قاد سيارته إلى مبنى السفارة اليابانية نحو الساعة 3:20 صباحا بالتوقيت المحلي أمس الجمعة وأضرم النار في السيارة بينما كان يجلس بداخلها. ونقلت وسائل إعلام كورية جنوبية عن الشرطة القول: إن والد زوجة الرجل كان إحدى ضحايا العمالة بالسخرة لدى مؤسسات يابانية خلال الحرب العالمية الثانية وإنه ربما أحرق نفسه احتجاجا على قرار اليابان تشديد القيود على تصدير ثلاث مواد لسيئول تستخدم في معدات التكنولوجيا المتطورة.