الاستراتيجيّة ببساطة هي خطة (خطط) عمل مصممة لتحقيق (أهداف) هدف محدد. وفي مجال الاتصال والإعلام توضع الخطة الاستراتيجيّة للاتصال والإعلام لتحقيق أهداف استراتيجيّة محدّدة. ومن ذلك الاستراتيجيات التسويقيّة أو ما يوضع لتعزيز وبناء صورة ذهنيّة معينة أو لتشكيل الأفكار والقناعات وغير ذلك، وبعض المؤسسات العامة والخاصة تنفق الأموال على بناء الاستراتيجيات ثم يكون مصير بعض هذه الاستراتيجيات الفشل وأحيانا التأثير المعاكس. ومن استقراء بعض الممارسات يمكن تلخيص أبرز أسباب فشل الاستراتيجيات الاتصاليّة والإعلاميّة في الآتي: تركيز الرسائل على إقناع المقتنع حتى يصيبه الملل، وهذا واضح في بعض الحملات العامة وحملات التسويق المركزة التي تتحول إلى ما يعرف "aggressive media campaign" دون داع. فقدان الحماس للفكرة الرئيسة للحملة، ويأتي ذلك عادة من عدم الدقة في رسم الأهداف أو تقدير الموارد والقدرات أو ضعف التنبؤ ما يضعف القناعة بالهدف واستمرار العمل عليه بالحد الأدنى من الواجب الوظيفي. فشل أو ضعف القياس والتقويم لمراحل تنفيذ الاستراتيجيّة وينجم هذا عادة من ضعف الحوكمة وانعدام المساءلة وفقدان الاتصال بين عناصر الخطة وقادتها أو تغليب المصالح الصغيرة للتنفيذين على حساب الأهداف الكبرى للاستراتيجيّة. النمطيّة والتكرار الباهت للرسائل والمضامين والافتقار للتجديد والابتكار في الشكل والمحتوى، وهذا يأتي نتيجة لعدم المرونة الإداريّة وعدم الكفاءة القياديّة في قراءة المخرجات والاستجابة لردود الفعل بشكل إيجابي مؤثر. الانشغال بالنجاحات الشكليّة (الفلاشيّة) التي غالبا ما تظهر سريعا وتختفي بشكل أسرع، ومعظم الفشل في تنفيذ الاستراتيجيات الاتصاليّة والإعلاميّة في هذا الجانب يأتي من الفعاليات والمناسبات التي تعطي مظهرا شكليا خداعا ولكنها في مخرجاتها لا تخدم جوهر أهداف الاستراتيجيّة المرسومة. غياب (أو تغييب) العقول اللامعة في مراحل التنفيذ والتقييم وقياس الأثر، وهذا في معظمه يعود إلى وجود الأشخاص الخطأ في المناصب القياديّة التي تشرف على الاستراتيجيّة، ينبغي على القائد إفساح المجال لمن يعارضونه أحيانا وإتاحة الفرصة لمشاركة بعض (المزعجين الشجعان) من المحترفين كونهم يمتلكون القدرة والمهارة على التوقف والمراجعة والاعتراف بالخلل في وقته. * قال ومضى: إذا وجدت الحقيقة مؤلمة فتأكد ممن يستحق أن تتألم منها أمامه.