بات من الطبيعي أن المنظمات تتكون من مديرين، وعاملين، ومقرات، وأنظمة، وأقسام وإدارات وخدمات مساندة، فإذا كان هناك خلل في أحد المكونات كان هناك خلل ونقص في المنظمة بحسب أهمية هذا المكون، ولا يختلف اثنان على أهمية دور المديرين والقادة في المنظمات وتأثيرهم في العاملين لتحقيق أهداف المنظمة، حيث يرى كثير من أهل الفكر الإداري أن القيادة هي جوهر العملية الإدارية، وهي المحرك الأساس لفاعلية أي منظمة، ودعني أخي الكريم وأختي الكريمة أسلط الضوء على مهارة من مهارات القادة والمديرين المهمة التي يجب أن يتقنوها جيداً، ويتدربوا عليها، والتي لها دور كبير في تحقيق النجاح الشخصي، والمنظمي إذا تحلوا بها، وهي سهلة ممتنعة ألا وهي مهارة الاتصال الناجح أو الفعال، فالاتصال يُعد أساساً في حياتنا اليومية، فنحن نتبادل العديد من الأحاديث والأخبار والأفكار بل حتى المشاعر، إذا عبرنا عنها تجاه الآخرين نستخدم الاتصال والتواصل اللفظي وغير اللفظي (الجسدي) أما في مجال المنظمات فتشير العديد من الدراسات كما ذكرها: (sam deep& Lyle Sussman) إلى أن المديرين يقضون «غالبية» وقتهم في إرسال الرسائل، واستقبالها، أو في المكالمات الهاتفية، واستقبال الزوار من الموظفين والمراجعين، والتي تستهلك (75 %) من أعمالهم أي ثلاثة أرباع وقتهم في ما يسمى ب(الاتصال)، وإذا لم يكن لهذا (الاتصال) مهارات تجعله أن يكون ناجحاً، فقد قضى المدير ثلاثة أرباع وقته بالفشل والإخفاق، فضلاً أن يكون له دور في حل مشكلات العاملين وزيادة دافعيتهم وزيادة تحقيق رضاهم الوظيفي والمساهمة في نموهم المهني الذي له دور كبير في الإنتاجية، وتحقيق النجاح للمنظمة وتميزها، وكما يشير (العامري) إلى أن الدراسات أثبتت أنَّ (85 %) من النجاح يُعزَى إلى مهارات الاتصال، و(15 %) منه فقط تعزى إلى إتقان مهارات العمل، فعليك أيها المدير العناية والتعرف على مفاهيم الاتصال، والاتصال اللفظي وغير اللفظي والاتصال الفردي والجماعي والتواصل الإلكتروني وإتقان مهارات الحديث والاستماع والحوار والإقناع ومهارات تطوير الذات، كل هذه وغيرها مما يدور في حلقة الاتصال الفعال والناجح عليك إتقانه والتدرب عليه والالتحاق ببرامج تدريبية؛ لكي تنجح في (75 %) من وقتك الذي تقضيه في العمل، وتجعل الآخرين يصغون إليك ويقتنعون بأطروحاتك ومرئياتك الشفهية أو المكتوبة، وتأكد أنك ما دمت مهتماً بمهارات الاتصال الناجح، وتدربت عليها فكل مرة ستكون أفضل من سابقتها - بإذن الله - ولا تغفل من طلب التغذية الراجعة من المقربين منك في العمل في اتصالك وتواصلك الكتابي والشفهي، أتمنى لي ولك وللقراء الكرام اتصالاً ناجحاً.