يعد الإشراف التربوي من الأركان المهمة التي يقوم عليها العمل التربوي، فبتطور استراتيجياته وأدواته أصبح الإشراف عملية فنية، قيادية، إنسانية، منظمة، وشاملة ومستمرة وسيلتها الاتصال بأنواعه المختلفة وغايتها تطوير العملية التعليمية من خلال التفاعل الفعال بين المشرف التربوي ومدير المدرسة كمشرف مقيم والطالب كمحور للعملية التعليمية والمعلم كمحرك لذلك المحور. فهو عملية ديمقراطية قائمة على الاحترام المتبادل وعلى الالتزام الأخلاقي بالعمل بعيداً عن الإكراه والتسلط وفي أجواء تمنح فيها الفرص للحوار والمناقشة وصولاً للهدف المنشود. وهو في نفس الوقت عملية فنية تهدف إلى تحسين عملية التعليم والتعلم، كما إنه عملية إنسانية تحترم الفرد معلماً كان أم طالباً أم مدير مدرسة أم ولي أمر، وعملية منظمة تعتمد على التخطيط الوقائي والعلاجي للقضايا التعليمية. كما إن الإشراف التربوي عملية شاملة ومستمرة تهتم بجميع المتغيرات المؤثرة في العملية التعليمية، ولا ينتهي عمل المشرف بانتهاء اللقاء الإشرافي بل عملية تراكمية متواصلة تبدأ بالتخطيط وتنتهي بالتقويم والتغذية الراجعة والانتقال من حال إلى حال أفضل، ويتأمل من المشرف التربوي القيام بالمهام التالية: 1-أن تكون لديه رؤية مستقبلية يعمل العمل الصحيح بطريقة صحيحة ويحسن إلهام الآخرين، ويمتلك مهارات إعداد الخطط ومتابعتها وتنفيذها، ويحتفظ بعلاقات إنسانية مع الجميع. 2-يقوم بدور الوالد في تربيته أبناءه الطلبة، وبدور الأخ الكبير لزملائه المعلمين والإداريين والمشرفين والإخصائيين، ويتمتع بأخلاق القدوة الحسنة في المظهر والمخبر. 3-أن يتيح فرص التدريب المستمر والتنمية المهنية لكل العاملين في المدرسة، ويوفر النصح والإرشاد باستمرار عند ملاحظته للأخطاء أو القصور في بعض جوانب العمل. 4-أن يبارك أي مبادرة ذاتية ناجحة، ويوجد مناخاً تربوياً يحفز فيه الآخرين وينمي دافعيتهم نحو حب العمل والرغبة في الإنجاز وتحقيق النتائج وفق أفضل المعايير. 5- أن يعتقد أن إدارة المستقبل للتطوير وليست إدارة للتسيير وحسب، ويبادر إلى الاستفادة من كل الأفكار الإبداعية والابتكارية ويجتهد في تحقيقها أو تكليف من يقوم بها، كما يطور نفسه باكتساب مهارات جديدة في الإدارة التربوية واستخدام التقنية الحديثة. 6-أن ينسق بين أعمال المدرسة جميعها فلا يتناقض العمل الإداري مع العمل التربوي، وبقية المناشط الطلابية. 7- أن يحسن التعامل مع المشكلات التي تواجهه داخل المدرسة وخارجها، ولديه حس القاضي ومهارته في كيفية التعامل مع القضايا واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها مع الاحتفاظ بالعدالة والانصاف. 8- أن يمارس دور الحكم في تتبع الظواهر التربوية والتعليمية ويتمتع ببصيرة تمكنه من التنبؤ بالمشكلات والحيلولة دون وقوعها من خلال قربه الميداني من العاملين، وبدوره كحكيم يستطيع اتخاذ القرار المناسب الحكيم في الوقت المناسب والمكان المناسب.