لدينا إيمان وفقا للنصوص الواردة في القرآن الكريم والكتب السماوية لإمكانية عودة كائنات من الموت إلى الحياة في إطار عالمنا الحالي (الحياة الدنيا) كما حصل في قصة الطيور مع سيدنا إبراهيم وقصة البقرة مع سيدنا موسى وقصة الحمار مع سيدنا العزير عليهم السلام. وفي ظل التسليم بكونها معجزات فمقالة اليوم تناقش قضية العودة من عالم الموت بالنسبة للكائنات من منظور مختلف وهو إعادة الكائنات المنقرضة إلى الحياة على كوكب الأرض... نعود بالزمن إلى نهاية القرن العشرين حيث بقيت أعداد قليلة من الوعل الإسباني (البوكادرو) والذي انخفضت أعداده بسبب الصيد الجائر ومن ثم منافسة قطعان الماشية له على موارده الغذائية المحدودة في الأراضي الجبلية. اكتشف العلماء أنه لم يتبق إلا فرد واحد من البوكادرو أطلق عليها اسم (سيليا). بعد وفاة سيليا احتفظ العلماء بخلايا مجمدة من سيليا في المعامل وبدؤوا تجربة جديدة تمثلت في إحضار أنوية خلايا سيليا وغرسها في خلايا بويضات من ماعز وتفريغها من الأنوية الخاصة بها. وتم غرس الخلايا بأنويتها الجديدة في 57 رحم ماعز لتكون كل منها أمّا بديلة. كيف كانت النتيجة؟ في الواقع فشلت خمسون من الماعز في عملية الحمل. أما السبعة الباقية من المعز فاستطاعت الإخصاب والحمل ولكنها جميعا فقدت الأجنة ما عدا واحدة فقط تمكنت من الولادة بعد عملية قيصرية حرجة لتعود نسخة سيليا إلى الحياة. ولكن وبعد عشر دقائق فقط توفيت بسبب إعاقة في الرئة. ومع ذلك فقد تم إثبات إمكانية عودة البوكادرو إلى الحياة ولو لعشر دقائق بعد انقراضه من كوكب الأرض.. ننتقل إلى ثلوج سيبيريا حيث اكتشف العلماء العام 2011م بقايا من (الماموث الصوفي) أطلقوا عليها اسم (يوكا). قام فريق بحثي ياباني بقيادة العالم (كي مياموتو) بزراعة خلايا من الماموث الصوفي والذي توفي قبل 28 ألف سنة في خلايا بويضية لفئران تجارب. وكانت النتيجة أن خلايا الماموث أظهرت نشاطاً بيولوجيا تمثل في تشكيل هياكل ما قبل انقسام الخلايا مباشرة مما قد يقود إلى الاستنتاج بأن إعادة إنشاء أجزاء من الماموث ممكنة.. ما الخطوة القادمة؟ هنالك مشروع (ماميفانت) للهندسة الوراثية في جامعة هارفارد يسعى إلى ربط جينات الماموث بجينوم جنين الفيل لاستنساخ هجين الماموث والفيل حيث سيكون حيواناً يمتلك جميع السمات المعروفة للماموث بحيث يمتلك صفات تجمع بين الماموث المنقرض والفيل الآسيوي العملاق. شخصيا، أتساءل ما ذنب الفيلة التي ستتحمل عناء الحمل والولادة لهذا الهجين؟ وما ذنب الماعز التي خاضت تجربة ولادة الوعل الإسباني المنقرض؟ والسؤال الأهم هو ما شعور هذه الكائنات المنقرضة بالعودة إلى كوكب ليس فيه أحد من فصيلتها وتغيرت ظروفه المناخية والبيئية؟ إعادة الكائنات المنقرضة إلى الحياة قد تكون مشوقاً للعلماء لكنها قد تكون كالكابوس لتلك الكائنات المنقرضة.