مؤكد أن أبرز أولويات مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد برئاسة ياسر المسحل هو التعاقد مع مدير فني جديد، يقود المنتخب الأول في استحقاقاته القارية والعالمية المقبلة، سواء في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2022 أو بطولة القارة، وهو ما يتطلب تجهيز منتخب قوي باستطاعته مواصلة إنجازات كرة القدم السعودية الذهبية، سواء بتحقيق كأس آسيا لأكثر من مرة، أو التأهل إلى نهائيات كأس العالم في أميركا وفرنسا وكوريا واليابان وألمانيا وأخيرا وليس آخرا روسيا، ولهذا المرحلة المقبلة تتطلب عملا مضاعفا وخططا تطويرية وثقة كبيرة بمجلس الاتحاد الجديد، ولا تتجزأ، والبوادر التصحيحية تبدو مشجعة بشكل أكبر، حتى إن ورث الاتحاد الحالي تركة ثقيلة من المشكلات المتراكمة التي خلفها سوء إدارة المجالس السابقة، والمفرح أن مجلس الاتحاد السابق رحل ومعه كل لجانه التي أخفقت وتسببت في لغط كبير الموسم الماضي. موضوع اختيار المدير الفني الجديد يحتاج إلى دراسة وتأنٍّ وليس إلى عجلة واستسلام لرغبات السماسرة الذين يجلبون المدربين الفاشلين، ويسعون إلى الكسب المادي، والمفترض أيضا أن يكون المدرب الجديد صاحب خبرة وتاريخ قوي ومشرف، ولا يزال على رأس العمل، وألا يقدم الاتحاد على التفاوض مع مدرب فاشل لتوه أقيل وطرد، سواء من منتخب أو ناد، وأن يراعى في حال التعاقد معه عدم الوصاية والتدخل في عمله، ومنحه حرية الاختيار، وليس كما كان في السابق فرض أسماء غير مقنعة، ولعل أكبر العقبات التي ستواجه اتحاد الكرة والمدرب الجديد قلة النجوم السعوديين في ظل القرار الذي اتخذه مجلس الاتحاد السابق باعتماد سبعة محترفين أجانب، وهو قرار غريب اتخذه مجلس الاتحاد السابق على الرغم من أن فترته تبقت فيها أيام قليلة فقط، وكان الأولى به ترك القرار للمجلس الجديد، الذي سيستمر أربعة أعوام وليس أربعة أيام أو تزيد قليلاً، إذ مع وجود الأجانب السبعة والمواليد لن تكون هناك فرص مأمولة لبروز مواهب كروية محلية يعتمد عليها في تشكيلة «الأخضر» المقبلة، وأعتقد - من وجهة نظر متواضعة - أن إعادة النظر في هذا القرار من قبل اتحاد ياسر المسحل ليست عيبا، خصوصا أن في تقليص أعداد الأجانب فوائد فنية وأيضا فيه تخفيف على ميزانيات الأندية التي ستعاني في الصرف على الأجانب بهذا العدد الكبير.